"شباب وفتيات على امتداد كورنيش النيل من التحرير إلى المعادي يرتدون اللون الأسود، بعضهم أعطوا ظهورهم للشارع والبعض الآخر ساروا على أقدامهم في صمت".. كان هذا هو المشهد على كورنيش النيل، عصر اليوم الجمعة، في استجابة منهم للدعوة التي أطلقها عدد من المتضامنين مع شهيد الطوارئ خالد سعيد. ورغم أن الدعوة سلمية وشددت على عدم حمل لافتات أو أعلام ومنعت الهتافات في المنطقة التي حُددت في الدعوة، والتي تمتد من التحرير إلى المعادي، فإن قوات الأمن انتشرت وبشكل مكثف على جانبي الطريق، واصطفت سيارات الأمن المركزي بطول الكورنيش. ومنع الأمن وقوف أي شخص سواء ارتدى اللون الأسود أو لا، واختفى مشهد العائلات والعشاق المعتاد على الكورنيش خاصة في أيام الأجازات. وقامت الأجهزة الأمنية بمساءلة كل شخص يمر على الكورنيش وتوقيفه وسؤاله عن سبب تواجده على الكورنيش في هذا اليوم وفي هذا التوقيت تحديدا، وكانت الإجابة "النهاردة الجمعة وبحب أتمشى يوم الأجازة". "المنطقة من القصر العيني إلى المنيل" كانت صاحبة النصيب الأعلى من تواجد الشباب والفتيات الذين جلسوا فرادى وأعطوا ظهورهم للشارع ووجههم إلى النيل ولسان حالهم "إحنا زعلانين من البلد والحكومة ومدينها ضهرنا"، حيث كان منهم من يقرأ القرآن أو الإنجيل ومنهم من كان يردد الدعاء لخالد سعيد ودموعه على خديه. المتضامنون مع شهيد الطوارئ لم ييأسوا من محاولات الأجهزة الأمنية منعهم من تلبية الدعوة طوال الموعد المحدد لها، وهو من الساعة 5 وحتى 6 مساء، حسبما قال أحد الشباب ل"الشروق" الذي اتخذ من حديقة مجمع التحرير مكانا له. هذه الوقفة تأتي بالتزامن مع وقفة مماثلة على كورنيش الإسكندرية، وتجمع مئات المواطنين في الإسكندرية في أماكن متفرقة بمنطقة الكورنيش وقفات احتجاجية صامتة بالملابس السوداء أمام مكتبة الإسكندرية، وسان ستيفانو، وكانت الأكثر احتشادا بكليوباترا. وأعلن القائمون على المجموعة الرئيسية لدعم البرادعي تعليق المجموعة عن الكتابة بشكل مؤقت تزامنا مع الوقفة الاحتجاجية الصامتة في القاهرةوالإسكندرية التي استمرت من الساعة الخامسة إلى السادسة، احتجاجا على ما حدث لخالد سعيد على أيدي مخبرين بقسم شرطة سيدي جابر، بحسب روايات شهود عيان. وقد قرر شباب الجمعية الوطنية للتغيير تنظيم وقفة احتجاجية، غدا السبت، على سلم نقابة الصحفيين تضامنا مع قتيل الإسكندرية، بالإضافة إلى وقفة احتجاجية أخرى في ميدان التحرير بعد غد الأحد.