«المساحات الأصغر كانت أصعب فى تسويقها لأن السوق المصرية ليس معتادا عليها» تبعا لما ذكره عمر الهيتمى، العضو المنتدب لشركة أوراسكوم للإسكان التعاونى، ملخصا تجربة شركته مع الوحدات السكنية صغيرة الحجم فى مشروع هرم سيتى التابع لها. «ثقافة السكن لدينا غير معتادة على المساحات الصغيرة وأعاقت تسويق وحدات المشروع التى تبلغ مساحاتها 48 مترا و38 مترا، وأشار الهيتمى فى تصريحاته ل«الشروق» على هامش مؤتمر اليورومنى للتمويل العقارى إلى أن «الوحدات بمساحة 63 مترا نفدت كلها تقريبا بينما تتركز النسبة الأكبر من الوحدات غير المباعة فى المشروع فى الوحدات الأصغر» كما جاء على لسانه. وتم حجز 9500 وحدة بمشروع هرم سيتى، تبعا للهيتمى، من إجمالى 10.500 ألف وحدة فى مشروع من المخطط أن يتوسع ليشمل ما يتراوح بين 50 و70 ألف وحدة. «المجتمع المصرى ينظر للشقة على أنها شقة العمر التى يشتريها المواطن ليقضى فيها حياته كلها» تبعا للهيتمى، معتبرا أن هذه الثقافة تحول دون تحقيق كثير من الشباب لطموحاتهم. «أليس من الفاضل أن أعيش فى شقة صغيرة ولو كانت مساحتها غرفة واحدة وأحقق طموحاتى كشاب فى الزواج، من أن أؤجل هذه الطموحات حتى أتمكن من شراء شقة 250 مترا»، يتساءل الهيتمى. بينما يرى الكثيرون أن الشقق بمساحة 38 مترا تعد غير مناسبة لسكن أسرة، يشير الهيتمى إلى أن الزوج والزوجة اللذين يبدآن حياتهما فى شقة بهذه المساحة لن ينجبا الطفل الثانى لهما قبل 5 أو 6 سنوات، وقتها سيكون دخل رب الأسرة ارتفع وقيمة العقار نفسها ستكون ارتفعت، فى هذه الحالة سيتمكن من شراء شقة جديدة تناسب أسرته. ويصل سعر الوحدات ذات مساحة 63 مترا إلى 115 ألف جنيه، بينما تبدأ أسعار الوحدات الأصغر من 55 ألف جنيه، وهى أرخص وحدات للسكن الاقتصادى فى مصر، على حد قول الهيتمى. ولم تتأثر أسعار هذه الوحدات كثيرا بالانخفاضات الكبيرة، التى شهدتها أسعار الحديد حتى وصل إلى 3550 جنيها للطن «لأن الحديد ليس العنصر الوحيد المؤثر فى السعر، هناك عناصر أخرى مثل المواسير، التى تتأثر بأسعار البترول المرتفعة وكذلك الكابلات التى تتأثر بأسعار النحاس وارتفاع تكلفة العمالة أكثر من ضعفين فى ثلاث سنوات، علاوة على أنه يؤخذ فى الاعتبار عند تحديد سعر العقار قبل الإنشاء احتمالات ارتفاع سعره»، كما جاء على لسانه. وتدرس الشركة إنشاء مشروع للإسكان التعاونى على نمط هرم سيتى فى سوهاج، بحسب تصريحات الهيتمى ل«الشروق»، كما تم تحديد مساحة الأراضى المقام عليها مشروع ثالث للشركة فى قنا ب770 فدانا فى منطقة الدندرة، وتم الانتهاء من التراخيص الخاصة بالمشروع، وتدرس الشركة أيضا إمكانية انشاء مشروع للاسكان التعاونى بالأقصر «من مميزات البناء فى الصعيد توافر العمالة، فنسبة كبيرة من عمال البناء فى القاهرة هم أصلا مهاجرون من الصعيد». وتدرس أوراسكوم للإسكان التعاونى التوسع فى السوق العراقى الذى أبدى بعض المطورين العقاريين فى مصر تخوفهم من دخوله بسبب المخاطر الأمنية» المخاطر قلت كثيرا عما سبق، وهناك أقاليم آمنة جدا مثل كردستان، والبصرة، علاوة على أن دولة مثل تركيا وهى من الدول المنفتحة على العالم ولها وجود مكثف فى السوق العراقية».