بعد الإعلان عن نتيجة مسابقة قلب القاهرة، والتى فاز بها تحالف بين شريك مصرى وأجنبى،كشفت الدكتورة سحر عطية أستاذ العمارة والتصميم ورئيس مكتب المستشارين المتحدون ل«الشروق» عن رؤيتها للمنطقة وتصوراتها لها فى المستقبل، وأوضحت د. سحر أن المنطقة تواحه العديد من مشكلات أهمها سوء توزيع استخدامات الأراضى، وهى السبب الرئيسى وراء الكثافات المرورية العاليةبالقاهرة، وفى المقابل هناك مقومات إيجابية تم بناء المشروع عليها، هى الواجهة النيلية والنسق المعمارى المميز، والميادين، والأنشطة الكامنة فى المنطقة والفنادق، التى يتم ترميمها للحفاظ على طابعها التاريخى المميز. ولأن المشكلة الرئيسية فى منطقة المشروع هى سوء توزيع استخدامات الأراضى، فالمشروع يحاول وضع تصور يعيد تخطيط استخدامات الأراضى، ومراعاة عدم وضع أنشطة تجذب كثافات عالية من الجمهور فى أوقات بعينها فتسبب فى حدوث اختناق مرورى، بالإضافة إلى أن معظم الأنشطة الموجودة فى منطقة وسط المدينة لا تتناسب مع الاستخدامات الطبيعية للمبانى والمنطقة وقيمتها. وقالت الدكتورة سحر إن البعد التاريخى للمنطقة كان أحد أهم التحديات فى وضع مخطط مستقبل قلب القاهرة لأن التخطيط لأى مكان بدون تاريخ أسهل بكثير من تخطيط منطقة لها جذور تاريخية عريقة، فالمخطط يراعى مصالح سكان قلب القاهرة وأصحاب المصالح المرتبطة بالمنطقة من أصحاب محال والمترددين على وسط المدينة، فالمخطط يحقق إعادة مكانة المنطقة فى ظل الحفاظ على علاقة الناس بالمنطقة، وتقول: «المشروع إضافة لهم بقدر ما هو إضافة للمكان». ونفت د. سحر ما يتردد عن أن تحويل بعض شوارع قلب المدينة للمشاة فقط يستهدف رفع القيمة الاقتصادية للمنطقة، مؤكدة أن تحويل الشوارع إلى ممشى يقلل من قيمتها الاقتصادية. وقالت إن فى وسط المدينة بعض الأنشطة يفضل ألا تستمر فى المنطقة «دون أن تحدد طبيعة هذه الأنشطة»، ويفضل أن يتم نقلها إلى أماكن قريبة من وسط المدينة مرتبطة بها لمراعاة مصالح سكان وسط المدينة. وقالت د. سحر إن المشروع لا يتعامل مع وسط المدينة من خلال تقسيمه إلى مناطق محددة لتنفيذ مشروع التطوير، ولكن يتم التعامل مع المنطقة ككل، وهناك بعض المبانى التى نعتبرها مفاتيح التطوير فى المنطقة، منها مبنى المتحف المصرى، ودار القضاء العالى وقصر عابدين، وميدان الأوبرا، وقصر سعيد باشا فى بداية شارع شامبليون، مؤكدة أن نظريات التخطيط العمرانى الحديثة أكد أن الأنشطة المختلطة لأى منطقة هى من عوامل تنميتها على العكس من السائد فى السنوات السابقة بأن يكون النشاط السكنى فى منطقة منعزلة عن النشاط التجارى، فيجب الحفاظ على جميع أنواع الأنشطة السكنية والإدارية والتجارية فى قلب وسط المدينة لتكون أكثر حيوية وأكثر قدرة على النمو. وفى المقابل هناك نوعية أنشطة بعينها مطلوب جذبها للمنطقة، منها السينمات والمسارح والمطاعم والفنادق بمستوياتها والجاليرهات والأندية الثقافية والاجتماعية الخاصة والمحال التجارية، ولكى تتوافر هذه الأنشطة بمستوياتها المختلفة فى قلب القاهرة، يجب أن تلبى خدماتها احتياجات جميع طبقات مجتمع دون أن تقتصر على فئة اجتماعية أو طبقية بعينها، فالمشروع يحاول أن يحقق دمج طبقات المجتمع المختلفة فى هذه المنطقة، فيجب أن نعيد للمنطقة مفهوم «الفسحة» أو التنزه لجميع المصريين والأجانب، كما كانت من قبل ليخرج المواطن من منزله قاصدا وسط المدينة للتنزه.