وافقت هيئة الدواء المصرية، على استخدام علاج مناعى حديث في مصر طرحته إحدى شركات الأدوية لعلاج مرضى أورام بطانة الرحم في مراحله المتقدمة أو عند تكرار الإصابة بالمرض مما يمنح المرضى خيارا حديثا. ويعد هذا الدواء من العلاجات المناعية المستخدمة لمكافحة أورام بطانة الرحم. ويأتي طرحه "كجزء من خطة الشركة المنتجة لترسيخ وجودها كشركة رائدة في مجال أدوية الأورام والأدوية الحيوية، إلى جانب الاهتمام بالبحث المستمر والتطوير والابتكار خصوصًا في مجالات مثل صحة المرأة. وقد تم اعتماد الدواء كأحد العلاجات المناعية لعلاج أورام بطانة الرحم المتقدمة، ومنذ ذلك الحين، توسع استخدامه في عدة دول حول العالم ليصبح أحد أهم الخيارات العلاجية الحديثة في مجال الأورام، خاصة في الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالبلاتينام ليجلب الدواء، الأمل المتجدد لمريضات أورام بطانة الرحم وعائلاتهن. وأكد الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ورئيس مركز الأبحاث بكلية طب جامعة عين شمس ورئيس اللجنة القومية للمبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أن إدخال العلاجات المناعية للأورام في مصر يُعد إضافة نوعية للخيارات العلاجية المتاحة أمام الأطباء، لما تمثله من نقلة مهمة في طرق علاج الأورام الحديثة، بما ينعكس إيجابًا على صحة المريضات وجودة حياتهن. جاء ذلك خلال مؤتمر علمي حضره نخبة من أبرز الأساتذة والمتخصصين في علاج الأورام في مصر والعالم. وأوضح الدكتور الغزالي، أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بصحة المرأة، وهو ما يظهر جليا في المبادرات الرئاسية المتتابعة التي تستهدف الكشف المبكر عن الأورام، وتقديم العلاج اللازم، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الفحص الدوري. وذكر أن هذه الجهود أثمرت عن نجاحات ملموسةساهمت في خفض معدلات الإصابة بمراحل متقدمة وتحسين نسب الشفاء، لتصبح مصر نموذجا رائدًا في تطبيق منظومة متكاملة للرعاية الصحية الموجهة للمرأة. كما أضاف أن ما تحقق من إنجازات في هذا الملف يعكس تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الطبي، ويؤكد أن الاستثمار في صحة المرأة هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل. كما أشارت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ علاج الأورام - بكلية الطب جامعة القاهرة أن أورام بطانة الرحم من أكثر الأورام النسائية شيوعا، لذلك فإن توفر هذا العلاج الحديث يعد نقلة نوعية في علاج أورام بطانة الرحم، إذ يوفر خيارا علاجيا فعالا يمكن استخدامه في خط العلاج الأول أو حتى بعد فشل العلاج بالبلاتينام. وأوضح الدكتور ياسر القرم أستاذ علاج الأورام بمعهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية، أن هذا العلاج المناعي يمثل أملا جديدا لمريضات أورام بطانة الرحم، حيث يستخدم هذا الدواء للبالغين لعلاج أحد أنواع الأورام التى تسمى أورام بطانة الرحم لافتا إلى أنه يعطى عند تشخيص الورم لأول مرة، أو في المراحل المتقدمة، أو بعد تلقي العلاج بالبلاتينام. من جهته، صرح المهندس حسن فهمي، مدير عام شركة GSK مصر بأن إطلاق هذا الدواء، في مصر يعكس التزام الشركة بتوفير أحدث العلاجات الحديثة للمرضى المصريين، وخاصة في مجال الأورام وصحة المرأة. وقال "نحن نؤمن أن هذا العلاج سيمثل إضافة حقيقية للأطباء والمرضى على حد سواء، وسيساعد في تحسين جودة الحياة". وأضاف فهمي أن هذه الخطوة تأتى ضمن الاستراتيجية العالمية للشركة لتعزيز استثماراتها في مجال الأدوية الحيوية، وخاصة علاجات الأورام، بما يتماشى مع رؤيتنا لإحداث تأثير إيجابي ملموس على حياة المرضى. جدير بالذكر أن أورام بطانة الرحم تعد من أكثر الأورام النسائية شيوعا على مستوى العالم، ويصنف ضمن أكثر أورام الجهاز التناسلي الأنثوي انتشارا. وتشير الدراسات إلى أن نسب الإصابة بأورام بطانة الرحم في تزايد، مع ارتفاع العبء الصحي على المريضات والأسر ونظم الرعاية الصحية، وغالبا ما تصيب أورام بطانة الرحم النساء بعد سن الستين، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، لكن قد يظهر أيضا في أعمار أصغر في بعض الحالات. و من الأعراض الشائعة للمرض حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث، نزيف غير طبيعى عند النساء الأصغر سنًا، آلام في الحوض، أو فقدان وزن غير مبرر فى المراحل المتقدمة. وبينما لا يوجد طرق للكشف المبكر عن هذا النوع من الأورام ، ينصح الأشخاص الذين لديهم مخاطر متزايدة، بما في ذلك الذين يعانون من السمنة أو السكري أو لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأورام بطانة الرحم، أن يبلغوا طبيبهم الخاص عن أي أعراض غير طبيعية يعانوا منها مثل المشار اليها سابقاً، لأن التحدي يكمن في أن الكثير من النساء يتجاهلن الأعراض و يعتقدن أنها طبيعية مرتبطة بالعمر.