• تقرير لمنظمة الصحة العالمية: مقاومة مضادات الميكروبات في إقليم شرق المتوسط تبعث على القلق أصدرت وزارة الصحة والسكان وهيئة الدواء المصرية تحذيرات مشتركة ومفصلة بشأن الاستخدام العشوائي والمفرط للمضادات الحيوية، مؤكدة أن هذه الممارسات تشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة وتؤدي إلى تفاقم ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، التي تعرف بأنها قدرة البكتيريا والفيروسات على تطوير مقاومتها لتأثير الأدوية، ما يجعل علاج العدوى أصعب وقد يؤدي إلى أمراض وخيمة أو الوفاة. وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المضادات الحيوية هي أدوية لعلاج العدوى الناتجة عن البكتيريا أو الفطريات. وأكد عبدالغفار أن أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تتمثل في سوء استخدامها، والإفراط في استعمالها، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية، وقلة تدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتناولها دون استشارة الطبيب. ولفت عبدالغفار إلى أن المضادات الحيوية لا يجب بأي حال من الأحوال أن تصرف إلا باستشارة الطبيب، ولا ينبغي تبادلها بين أفراد الأسرة، لأنها لا تعالج العدوى الفيروسية مثل الأنفلونزا والبرد والفيروس المخلوي، مع ضرورة استكمال الجرعة التي وصفها الطبيب حتى بعد التماثل للشفاء. وأشار عبدالغفار إلى تكليف قطاع الطب الوقائي والصحة العامة بقيادة الجهود لتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية، والتي أُبرزت كتجربة رائدة في الدليل الإرشادي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2025. وأضاف عبدالغفار أن البرنامج الوطني لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية يشمل 96 مستشفى حكومية وخاصة، مع خطط للتوسع التدريجي. كما أشار إلى انتظار مصر لتقرير الجمعية البريطانية للمضادات الميكروبية، بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، لمنح خمس مستشفيات مصرية الاعتماد العالمي في مكافحة مقاومة المضادات الحيوية. وأوضح عبدالغفار أهمية الالتزام بالخطة العالمية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية والاستراتيجية العالمية للوقاية ومكافحة العدوى، بهدف الحد من انتشار الميكروبات المقاومة وحماية الأرواح، بما يتماشى مع أهداف التنمية. من جانبها، أكدت هيئة الدواء المصرية أن مقاومة المضادات الحيوية يمكن أن تنتقل من شخص لآخر ومن خلال الطعام الملوث أو غير المطهو جيدا، والحيوانات التي أسيء استخدام المضادات فيها، وعن طريق اللمس أو العطس، وحتى من خلال المياه أو البيئة المحيطة، ما يعني أن مقاومة المضادات الحيوية ليست مشكلة فردية. وحذرت الهيئة من أن استخدام المضاد الحيوي بدون استشارة الطبيب أو التوقف عنه قبل انتهاء الجرعة قد يحوله من علاج إلى كارثة، لأنه يساعد البكتيريا على اكتساب مقاومة، ما يقلل من فعالية الدواء مستقبلا. وشددت هيئة الدواء على أن المضادات الحيوية ليست خافضا للحرارة، وأن اعتبارها كذلك هو من أكثر صور الاستخدام الخاطئ التي تؤدي إلى تكون البكتيريا المقاومة وتأثير سيئ على الصحة بشكل عام. ونصحت الهيئة بعدم إعطاء الأطفال مضادا حيويا بدون وصف الطبيب، وضرورة اتباع إرشادات الصيدلي فيما يتعلق بطريقة تخفيفها وتناولها وحفظها مع الالتزام بفترة العلاج كاملة حتى إذا تحسن الطفل قبل انتهاء المدة المحددة. وفي نفس السياق أشار تقرير منظمة الصحة العالمية عن استعمال المضادات الحيوية إلى أن استعمالها بشكل عام في إقليمي شرق المتوسط وجنوب شرق آسيا كان الأعلى من بين جميع أقاليم المنظمة، حيث بلغ المعدل 23.0 جرعة يومية محددة لكل 1,000 نسمة في اليوم في إقليم شرق المتوسط. وأكد تقرير المنظمة أن الإحصاءات عن مقاومة مضادات الميكروبات في إقليم شرق المتوسط تبعث على القلق، وتظهر أحدث البيانات الواردة من نظام الترصد العالمي لمقاومة مضادات الميكروبات واستخدامها الصادر عن المنظمة وجود تحديات مستمرة، ففي عام 2023، كان هناك حالة واحدة تقريبا من كل 3 حالات عدوى بكتيرية في الإقليم مقاومة للمضادات الحيوية، وهذا العدد من بين الأعداد الأعلى على الصعيد العالمي. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن لكل فرد دورا يؤديه في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتدعو العاملين الصحيين إلى وصف المضادات الحيوية بشكلٍ مسؤول وتثقيف المرضى، كما تدعو راسمي السياسات إلى تمويل برامج المقاومة وإنفاذ اللوائح التي تحد من إساءة الاستعمال.