أعلنت وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، انتهاء لجنة التحكيم الخاصة بجائزة البردة من عملية اختيار الفائزين في نسختها التاسعة عشرة، وذلك بعد تقييم شامل ومعمق لجميع المشاركات من الأعمال الفنية الإبداعية في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية. شهدت هذه الدورة التي تأتي تحت شعار "التلاحم والتماسك الاجتماعي"، إقبالاً واسعاً من الفنانين والمبدعين من أكثر من 50 دولة حول العالم، وقد تصدّرت جمهورية مصر العربية قائمة الدول المشاركة بأكبر عدد من الإبداعات الفنية. واستقبلت الجائزة هذا العام 1326 مشاركة ضمن فئات الخط العربي، والشعر العربي، والزخرفة، مسجِّلةً زيادة بنسبة 23% في عدد المشاركات مقارنة بالدورة السابقة، ما يعكس تنامي الاهتمام العالمي بالفنون الإسلامية. وجاءت بعد مصر في قائمة الدول المشاركة كل من إيران، وسوريا، والجزائر، والمغرب، والعراق، واليمن، والأردن، وباكستان، إلى جانب فنانين مقيمين في دولة الإمارات، ما يعكس الحضور العربي والإسلامي الواسع في هذه الدورة. وشهدت الدورة مشاركة 362 فناناً في فنون الخط العربي بفروعه التقليدي والمعاصر والتصميم التايبوجرافي، بينما استقطبت فئة الشعر العربي العدد الأكبر بواقع 882 مشاركة في الشعر الفصيح والنبطي والحر، إضافة إلى 82 مشاركة في فئة الزخرفة التقليدية والمعاصرة. وتولّت لجان تحكيم متخصّصة تضم نخبة من الفنانين والخطاطين والشعراء والخبراء في الفنون الإسلامية مهمةَ تقييم المشاركات ضمن مختلف فئات الجائزة. وقال سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة: "تعكس جائزة البُردة الدور الريادي لوزارة الثقافة في تمكين الفنون الإسلامية وتعزيز حضورها في المشهد الإبداعي العالمي، من خلال الجمع بين الأصالة والابتكار. وجسدت المشاركة الواسعة هذا العام إيمان المبدعين حول العالم بدور الفنون في ترسيخ قيم التلاحم والتماسك الاجتماعي، وهي قيم جوهرية في مسيرة دولة الإمارات نحو مجتمع متآلف ومتعدد الثقافات". وأضاف: "رسّخت جائزة البردة على مدار السنوات الماضية مكانتها على خريطة الفعاليات الثقافية والفنية المعنية بالفن الإسلامي، حيث يحرص الفنانون والشعراء من جميع دول العالم على المشاركة فيها، لإبراز فنونهم وإبداعاتهم، ونحن حريصون على تعريف المجتمعات العالمية بهذه الفنون وصون التراث الفني للحضارة الإسلامية، وإظهار الصورة المشرقة للثقافة الإسلامية". ومنذ انطلاقها عام 2004 احتفاءً بالمولد النبوي الشريف، تُعد جائزة البُردة إحدى المبادرات الثقافية الرائدة التي تُنظَّم سنوياً من قبل وزارة الثقافة، حيث كرّمت منذ تأسيسها أكثر من 390 مبدعاً من مختلف دول العالم من شعراء وخطاطين وفنانين تشكيليين، وأسهمت في ترسيخ مكانة دولة الإمارات حاضنة للإبداع والتنوع الثقافي، ومنارة عالمية لنشر قيم الجمال والتسامح والحوار الإنساني.