- مستوطنون يهاجمون بين بيت ليد ودير شرف ويحرقون مركبات ومخازن - مدير مصنع "الجنيدي": الهجوم منظم وشارك فيه نحو 150 مستوطنا - وزير الصناعة: ما جرى يكشف الإرهاب الحقيقي للمستوطنين تحول موقع صناعي وتجمع بدوي غرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربيةالمحتلة إلى ساحة نيران ودمار، بعد أن هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المنطقة الواقعة بين بلدتي بيت ليد ودير شرف، وأحرقوا مركبات ومخازن واعتدوا على العاملين الفلسطينيين. شهود عيان ومسؤولون محليون وصفوا الهجوم الذي شنه المستوطنون المتطرفون مساء الثلاثاء للأناضول بأنه "الأعنف" منذ شهور، مؤكدين أن الاعتداء وقع بشكل منظم تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي التي لم تتدخل لوقفه. وتشهد الضفة الغربية منذ أشهر تصعيدا غير مسبوق من قبل المستوطنين الذين ينفذون اعتداءات متكررة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم تحت حماية الجيش الإسرائيلي. يأتي ذلك بينما يدفع وزراء ونواب من أحزاب حكومة بنيامين نتنياهو السلطات إلى غض الطرف عن اعتداءات هؤلاء المستوطنين. ** هجوم منظم بهدف التهجير وفي تصريح للأناضول، قال مدير الموقع الصناعي لشركة "الجنيدي للألبان" منذر الجنيدي إن "الهجوم كان كبيرا ومنظما، وشارك فيه نحو 150 مستوطنا، بينهم حوالي 60 اقتحموا الساحة الداخلية للموقع". وأوضح أن المهاجمين "اعتدوا على الموظفين وأضرموا النيران في 5 مركبات توزيع وعدد من المنشآت الصغيرة والمركبات الشخصية داخل المجمع"، مضيفا أن "الموقع بدأ حديثا بالعمل، وهذا الهجوم رسالة تهديد لإرهابنا ودفعنا للرحيل، لكننا باقون ولن نغادر". ** إرهاب منظم يستهدف الحياة وامتدت الاعتداءات أيضا إلى التجمعات السكنية القريبة، حيث قال المواطن محمود دعيس، أحد المتضررين، إن ما جرى كان "إرهابا متكامل الأركان". وأضاف: "هاجمنا المستوطنون وأحرقوا شاحنات ومركبة لأحد إخوتي كانت تحتوي على وثائق وشيكات مهمة". وتابع: "كسروا البيوت وأحرقوا خيامنا وخزانات المياه، وسرقوا نحو 300 رأس من الأغنام والعجول، وتمكنا لاحقا من استعادتها". وأشار دعيس إلى أن "ثلاثة من أقاربي أصيبوا خلال الهجوم، أحدهم في حالة حرجة داخل العناية المكثفة". وأوضح أن عائلته تعرضت لهجوم مشابه قبل عامين ضمن اعتداءات منظمة تهدف لترحيلهم عن المنطقة، مضيفا: "نعيش في رعب دائم، لكننا لن نترك أرضنا مهما كان الثمن، ونحتاج إلى دعم يعزز صمودنا". في التجمع البدوي الذي يضم نحو عشر عائلات فلسطينية، ما تزال آثار النيران والسواد تغطي المكان، فيما يحاول السكان إصلاح ما يمكن إنقاذه من بيوتهم وحظائرهم وسط مخاوف من تكرار الهجمات. ** "هذا هو الإرهاب الحقيقي" وعلى الصعيد الرسمي، قال وزير الصناعة الفلسطيني عرفات عصفور أثناء تفقده مصنع "الجنيدي" إن ما جرى "يكشف وجه الإرهاب الحقيقي الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين". وأوضح عصفور بتصريح للأناضول أن "الاعتداءات على المصانع والمزارع الفلسطينية أصبحت سياسة ممنهجة لضرب الاقتصاد الوطني". وأضاف: "ما يحدث اليوم في نابلس امتداد لما شهدناه خلال موسم الزيتون من اقتلاع للأشجار وإحراق للمنشآت الزراعية، بهدف تدمير كل مصدر رزق للفلسطينيين". وأكد الوزير أن الحكومة الفلسطينية ستواصل دعم المتضررين وتشجيعهم على إعادة الإعمار والإنتاج. ووفق هيئة شؤون الجدار والاستيطان، فإن المستوطنين قتلوا 36 فلسطينيا وأشعلوا نحو 700 حريق منذ أكتوبر 2023، ما وصفه رئيس الهيئة مؤيد شعبان بأنه "هولوكوست موجه ضد المواطنين الفلسطينيين"، في إشارة إلى حجم الدمار والاعتداءات الواسعة التي طالت القرى والممتلكات. و"الهولوكوست" مصطلح استُخدم لوصف حملات حكومة ألمانيا النازية وبعض حلفائها بغرض اضطهاد وتصفية أقليات في أوروبا بينها اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 1945). وقال شعبان إن هذه الهجمات، التي تشمل حرق المنازل والمزارع والمنشآت الصناعية، تشكل "سياسة إرهاب منظم تهدف إلى تهجير السكان وتدمير نمط حياتهم الاقتصادي والاجتماعي". وتندرج اعتداءات المستوطنين ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة من الجيش والمستوطنين، منذ أن بدأت تل أبيب، بدعم أمريكي، حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 8 أكتوبر 2023. وأسفرت الاعتداءات في الضفة بالتزامن مع الحرب على غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 1069 فلسطينيا، وإصابة نحو 10 آلاف و700 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفًا و500 شخص. وخلفت الإبادة الإسرائيلية التي بدأت في 8 أكتوبر 2023، واستمرت عامين، أكثر من 69 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال. ويسود منذ 10 أكتوبر الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، لكن الأخيرة تخرقه يوميًا، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى الفلسطينيين، فضلا عن تقييد إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.