قال الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، إن التنمية البشرية ورأس المال البشري هما الركيزتان الأساسيتان لبناء مصر الحديثة وتحقيق رؤية مصر 2030. جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الثالث للسكان والصحة والتنمية البشرية، المنعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأضاف عبد الغفار أن التجارب الدولية أثبتت أن الاستثمار في الإنسان وصحته وتعليمه ورفاهيته هو الاستثمار الأذكى والأكثر استدامة لضمان مستقبل مزدهر لأي دولة. وأشار إلى أن الدولة المصرية حرصت خلال السنوات الماضية على تبني نهج شامل للتنمية البشرية، منذ صدور قرار رئيس الجمهورية بإنشاء المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، لتكون قلب عملية التنمية على مستوى الإنسان. وأوضح أن عملية التنمية المتكاملة، بما تشمل من صحة جيدة، وتعليم متميز، وبيئة آمنة، وفرص اقتصادية عادلة، تمثل مفاتيح النهوض بالمجتمع وزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. وأكد وزير الصحة أن مصر شهدت خلال السنوات العشر الماضية التزامًا واضحًا بالاستثمار في الإنسان، مستشهدًا بمشروعات البنية التحتية الضخمة ومبادرة "حياة كريمة" التي تُعد من أكبر المبادرات التنموية في تاريخ الدولة المصرية. ولفت إلى أن جميع المشروعات التي نفذتها الدولة المصرية أصلها بناء الإنسان والاستثمار فيه، وليست الغاية منها التوسع في الطرق أو شبكات النقل أو التنمية الزراعية أو الصناعية فحسب، مشددًا على أن الإنسان هو محور هذه الجهود وغايتها الأساسية. وأضاف عبد الغفار أن الأصل في كل مشروعات البنية التحتية هو إدخال إصلاحات لخدمة الإنسان، سواء في مجالات الصحة أو التعليم أو البحث العلمي أو السكن اللائق أو الخدمات الأساسية أو التوسع في المدن الجديدة، مؤكدًا أن ذلك يحمل أبعادًا اجتماعية واقتصادية تسهم في تحقيق العدالة والتنمية والاستدامة. وشدد الوزير على أن مصر معروفة بقدراتها وإمكانياتها الإنسانية الفريدة، سواء من حيث العدد السكاني أو الثروات في الخبرات المتراكمة عبر تاريخ طويل، معتبرًا أن هذه الثروة البشرية تمثل رصيدًا حقيقيًا لا ينضب مع مرور الوقت. ويُعد المؤتمر الثالث للسكان والصحة والتنمية البشرية منصة عالمية تجمع نخبة من القادة وصناع القرار ورواد الفكر والابتكار، لبحث سبل تطوير السياسات السكانية والصحية، وتعزيز التكامل بين الصحة والتعليم، وتمكين الشباب والمساواة بين الجنسين، إلى جانب مناقشة قضايا الهجرة والسياحة العلاجية والذكاء الاصطناعي واقتصاد الرعاية. ويهدف المؤتمر إلى بلورة رؤى وسياسات قائمة على العدالة والابتكار، تدعم قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات الديموغرافية والاجتماعية، وتعزز الكرامة الإنسانية والمساواة في الفرص، من خلال الشراكات المجتمعية الفاعلة، وبناء مجتمعات مرنة وشاملة قادرة على استيعاب التحولات المتسارعة في مجالات الصحة والتنمية.