أجرت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، والسفير الفرنسي لدى مصر إريك شوفالييه، جولة موسّعة داخل مدينة رشيد، رافقهما خلالها السيدة ماتيلد شوفالييه، زوجة السفير، والوفد الفرنسي المشارك. استهلّت الجولة برحلة نيلية استقلا خلالها مركبًا لمتابعة ما تتميز به رشيد من مقومات طبيعية وسياحية فريدة جعلت منها متحفًا مفتوحًا يعكس أصالة التاريخ المصري وعمق حضارته، لتظل واحدة من أهم المدن التاريخية التي تحتضن عبق الماضي وشواهد الحضارة الإنسانية بما تملكه من ثراء أثري وثقافي يؤهلها لتكون وجهة سياحية عالمية متميزة. كما تفقدت المحافظ والسفير الفرنسي معرضًا تراثيًا نظمته مدينة رشيد بالتعاون مع بيت ثقافة رشيد، ضم لوحات وصورًا ومعلومات تعريفية عن أبرز المعالم الأثرية والتاريخية، إلى جانب عروض متنوعة للفنون اليدوية والمنتجات التقليدية التي تشتهر بها المدينة، مثل الصناعات الخشبية والفخار والجريد والأركت، بالإضافة إلى جناح مخصص لعرض السجاد اليدوي الرشيدي الذي يُعد من أعرق الحرف التراثية. وتضمنت الجولة أيضًا زيارة منزل الأمصيلي، أحد أندر التحف المعمارية بمدينة رشيد وأبرز المنازل الأثرية الإسلامية في مصر، لما يتميز به من طراز معماري فريد وزخارف راقية تجسّد روعة الفن الإسلامي. وأعرب السفير الفرنسي خلال الجولة عن إعجابه الشديد بما تزخر به رشيد من مقومات سياحية وأثرية، مؤكدًا أهمية تعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين مصر وفرنسا، بما يسهم في توطيد العلاقات الثنائية ويفتح آفاقًا أوسع للتبادل الحضاري. كما أبدى وزوجته انبهارهما بجمال المدينة الطبيعي وثرائها الحضاري الأصيل. من جانبها، أكدت الدكتورة جاكلين عازر أن الدولة تولي مدينة رشيد اهتمامًا خاصًا باعتبارها منارة حضارية وسياحية، مشيرة إلى الجهود المستمرة لتطويرها ووضعها على خريطة السياحة العالمية ضمن المشروع القومي لتحويلها إلى متحف مفتوح يليق بمكانتها التاريخية. وأضافت أن الفترة المقبلة ستشهد افتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية بالتزامن مع احتفالات المحافظة بعيدها القومي، في إطار خطة شاملة للارتقاء بالخدمات وتعزيز مكانة رشيد كوجهة حضارية فريدة. يُذكر أن مدينة رشيد تضم ثلث الآثار الإسلامية في مصر، حيث تحتوي على 58 موقعًا أثريًا، من بينها 22 منزلًا تاريخيًا، و11 مسجدًا وضريحًا، وحمامًا أثريًا، إضافة إلى 9 طوابٍ دفاعية، ما يجعلها من أغنى المدن المصرية بالموروث الأثري والحضاري.