أعربت الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر عن استيائها الشديد بسبب انتشار ظاهرة الانتحار فى الفترة الأخيرة، وآخرها انتحار شاب شنق نفسه أمس الأول على كوبرى قصر النيل بعد فشله فى الزواج، واصفة انتشار الظاهرة ب«الأمر المحزن». وأوضحت آمنة نصير فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن قضية الانتحار لها أبعاد كثيرة، وما أقدم عليه الشاب أمس الأول له بعد اقتصادى، أوجده المسئولون عن هذه الدولة، وغياب الشعور بالأمن النفسى والطمأنينة خاصة فى الطبقات الفقيرة، وحذرت آمنة نصير من خطورة تزايد هذه الظاهرة خاصة بين الفقراء، مؤكدة أن «الإقبال على ظاهرة الانتحار متزايد فى ظل دولة لا تحمى المهمشين». وعددت نصير بعض الأسباب التى تؤدى إلى الإقبال على الانتحار، من بينها شعور المواطن بمرارة الفوارق الطبيقية، وما يقرأه وما يسمعه من نهب الأموال أو من الرشوة أو من عدم هيمنة قوة الدولة على التفاوت الطبقى، وأن هذا الأمر يوجد خلل فى نفوس المواطنين. كما أرجعت نصير السبب إلى غياب الوازع الدينى، وعدم الرضا، وأضافت «ومن هنا يتجلى لنا مقولة على بن أبى طالب «لو كان الفقر رجل لقتلته».من جهته، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إن معدلات الانتحار بين الشباب والطبقات الدنيا التى تتسم بالتدين، فى ارتفاع مستمر، موضحا أن كل 5 أشخاص من بين ألف يلجئون للانتحار للتخلص من مشكلاتهم. وأغلب المشكلات التى تدفع الشباب للانتحار بحسب سعيد تأتى بسبب الإحباط الاقتصادى والاجتماعى، متسائلا: «700 أو 600 جنيه فى الشهر يجيبوا شقة للى عايز يتجوز إزاى؟». لافتا إلى أن ارتفاع معدلات الانتحار بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية هو «إنذار خطير للمجتمع»، قائلا: «إذا كان الشاب يلوم نفسه اليوم وينهى حياته، فغدا سيقوم بذلك وسط من يعتقد أنهم قاموا بإيذائه». واعتبر سعيد أن عدم اكتراث المواطنين وإصابتهم بالتبلد إزاء ما يرونه من جرائم انتحار أو تحرش أو ما شابه هو بمثابة «مأساة جديدة»، قائلا: «للأسف معظم المواطنين غارقون فى مشاكلهم ولا يعبأون بأى شىء ويكتفون بإلقاء نظرات بلهاء للحدث»، مشيرا إلى دور الجنود أو العساكر الموجودين فى الشوارع لا يقومون إلا «بالمعاكسة أو الاكتفاء بقول ملناش دعوة»، على حد تعبيره. وتابع «إن السودان والصومال أكثر معدلات الفقر فيها أعلى من مصر إلا أن نسب الانتحار فيها أقل»، مرجعا ذلك إلى ارتباط الرغبة فى الانتحار بالحالة النفسية وإصابة المواطن بالاكتئاب نتيجة تدهور جميع الأوضاع حوله.