انطلاق ملتقى سوهاج.. الهوية والاستدامة لتوثيق التراث والاحتفاء بأهله

انطلقت أمس الخميس، فعاليات "ملتقى سوهاج.. الهوية والاستدامة" ببيت ثقافة أخميم بسوهاج، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
افتتح فعاليات الملتقى الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف مستشار رئيس الهيئة للأنشطة الفنية والثقافية، بحضور جمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، والدكتورة الشيماء الصعيدي مدير عام إدارة أطلس المأثورات الشعبية، وأحمد فتحي مدير عام فرع ثقافة سوهاج، وبمشاركة عدد من الباحثين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالشأن الثقافي وتوثيق التراث.
استهلت فعاليات الملتقى بتفقد معرض الحرف التراثية الذي ضم مشغولات الأرابيسك، والنحاس، ومنتجات التلي، والفخار، وأدوات الخبيز والطهي، وغيرها من الفنون التقليدية التي تعكس الهوية الثقافية للمحافظة. كما شهد الافتتاح معرضا فنيا للصور والرسوم لعدد من المواهب من أطفال وشباب سوهاج.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب الكاتب محمد ناصف عن سعادته بإقامة الملتقى في محافظة سوهاج، مؤكدا على اهتمام الدولة بالحفاظ على الهوية الثقافية من خلال التنمية المستدامة، مشيدا بدعم وزير الثقافة ورئيس الهيئة لإدارة أطلس في جهودها التوثيقية، والمتابعة المستمرة لأنشطتها.
ووجه ناصف الشكر إلى محافظ سوهاج، ولإقليم وسط الصعيد الثقافي على تنظيم الفعالية، كما خص بالشكر الدكتورة الشيماء الصعيدي على ما تبذله من جهد متميز في مجال توثيق التراث، مشيرا إلى إسهامات إدارة أطلس، ومنها إصدار كتاب "أطلس الفخار"، والاستعداد لإصدار كتاب جديد عن الحرف الثقافية. ودعا إلى تنظيم مثل هذه الملتقيات في قلب المحافظات لضمان مشاركة المجتمعات المحلية في تقديم تراثها، متمنيا أن تخرج الفعالية بتوصيات قابلة للتنفيذ.
من جهتها، ثمنت الدكتورة الشيماء الصعيدي الحفاوة التي أبداها أهالي سوهاج، مشيرة إلى أن بعثة سابقة زارت المحافظة عام 2022، وأنتجت بحثا ميدانيا متميزا بعنوان "الشيخ شيخون" تم إدراجه ضمن أعمال الملتقى.
وأكدت الصعيدي أن فريق أطلس نفذ برامج تدريبية متخصصة لأبناء سوهاج، ضمن توجه الإدارة لدمج المجتمع المحلي مع المتخصصين في التراث، بما يتيح تطبيق الأبحاث بشكل عملي في الميدان. واختتمت كلمتها بالتشديد على أهمية التاريخ الشفاهي، واصفة إياه بأنه "كنز البشرية" و"قلبها النابض"، لكونه التعبير الأصدق عن هوية الشعوب وذاكرتها الحية.
وألقى جمال عبد الناصر، مدير عام الإقليم، كلمة رحب بالحضور من الأدباء والباحثين، موجها الشكر للكاتب محمد ناصف والشاعر عبد الحافظ بخيت والدكتور محمد إمبابي، الذي وصفه بنموذج المثقف الفاعل، وداعم الثقافة في أماكنها وبين جمهورها الحقيقي.
وأكد عبد الناصر، أن الثقافة ليست فقط فنونا وآدابا، بل هي نظام حياة يحكم المجتمعات ويعبر عن هويتها، مشيرا إلى أن حفظ التراث الشعبي هو ما يميز كل مكان عن غيره. واختتم كلمته بقصيدة وطنية عبر فيها عن محبته لمصر ولسوهاج تزامنا مع الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو، مؤكدا أهمية دمج المجتمع المحلي بأبحاث التراث لتحقيق الأثر المرجو، وموجها الشكر لكل من ساهم في إنجاح الملتقى.
وتم تكريم عدد من الباحثين والمبدعين الفائزين في المسابقة الأدبية للإقليم، وقدم الجلسة الافتتاحية كارمن لبيب، مسئولة العلاقات العامة ببيت ثقافة أخميم.
وتقام جلسات الملتقى على مدار يومين بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين بالتراث، ويصاحبها عروض فنية وورش حرفية. وينفذ الملتقى من خلال الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وبالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة سوهاج.