نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم، ندوة بعنوان "الجيل الذهبي من كُتّاب الأغنية المصرية"، وذلك على هامش فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب. شارك في اللقاء الكاتبة والأديبة زينب عفيفي، والشاعر والكاتب ميسرة صلاح الدين، والكاتب أشرف عبد الشافي، فيما أدار الندوة الكاتب حسين عثمان. في بداية الندوة، أشار حسين عثمان إلى أن الأغنية شكّلت وجدان المصريين عبر تاريخهم، لافتًا إلى أن الجمهور غالبًا ما يعرف اسم المغني وربما الملحن، لكن نادرًا ما يتذكر مؤلف الكلمات. وأضاف أن كتاب "الأسطوات" لميسرة صلاح الدين يُعيد الاعتبار لهؤلاء الشعراء، حيث يرصد سِيَر عشرة منهم على مدار 70 عامًا. من جانبه، قال ميسرة صلاح الدين إن مصر لطالما كانت أرضًا خصبة للإبداع، مؤكدًا أن الشخصية المصرية أعادت تشكيل الثقافات التي مرت بها عبر العصور، وصهرتها في منتج إبداعي خالص. وأضاف أنه بدأ رصد شعراء الأغنية منذ بدايات القرن العشرين، وهي المرحلة التي شهدت توثيقًا فعليًا للأغنية المصرية، مشيرًا إلى أن بعض الجذور تعود لفترات أقدم، بدليل ما رصده علماء الحملة الفرنسية من أغانٍ كانت تتردد في مختلف أقاليم مصر. وأوضح أن ظهور المسارح في عشرينيات القرن الماضي بالقاهرة أسهم في تجميع المبدعين من مختلف المحافظات، ما أفرز حالة من التمازج الفني، لافتًا إلى أن شعراء كتاب الأسطوات يمثلون مراحل تطور الأغنية من بديع خيري وحتى سامح العجمي، ولكل منهم بصمته المميزة. من جهتها، أشادت زينب عفيفي بالكتاب، قائلة إنه كُتب بشاعرية وبمشاعر إنسانية مرهفة، حيث لم يقتصر على الرصد الفني، بل تناول أيضًا الجوانب الإنسانية لهؤلاء الشعراء. واعتبرته مرجعًا تاريخيًا مهمًا لتطور الشعر الغنائي في مصر. أما الكاتب أشرف عبد الشافي، فأوضح أن الكتاب زاخر بالمعلومات، وقد جرى تضفيرها داخل فصول تتناول عشرة شعراء. وأكد أن اختيار بديع خيري كنموذج لم يكن بمعزل عن جيله من المبدعين، مشيرًا إلى أن تعاونه مع سيد درويش خلق طفرة حقيقية في مسار الأغنية المصرية، وهو ما ينطبق أيضًا على شعراء آخرين تناولهم الكتاب، ممن أسهموا في إحداث تحولات بارزة في هذا المسار. يُذكر أن الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب تستمر حتى 21 يوليو الجاري، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحادَي الناشرين المصريين والعرب، وتُقام فعالياتها في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية، وبالتوازي في "بيت السناري" بالسيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان. ويشارك في المعرض 79 دار نشر مصرية وعربية، كما تُنظم أكثر من 215 فعالية ثقافية تتنوع بين ندوات وأمسيات شعرية وورش عمل، بمشاركة نحو 800 من المثقفين والمفكرين والباحثين في مجالات الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.