لم تكن هنا مشرف محمد عبدالغني علام، صاحبة ال15 عاما، تعرف أن اليوم الذي خرجت فيه لمساعدة والدها، سيكون الأخير في عمرها القصير، بعدما لقيت مصرعها في حادث الطريق الإقليمي، برفقة زميلاتها من بنات قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية. من داخل العزاء، روى محمد علام، عم الطفلة الضحية، ل"الشروق" تفاصيل ما حدث قائلًا: "شوفتها قبل الحادث بيوم، كانت دايمًا بتضحك وبتلعب معايا، علطول بنتفسح ونهزر سوا، كانت زي بنتي بالضبط". وأضاف: "كان نفسها تتعلم وتعيش كويس زي أي بنت في سنها، لكن الظروف حكمت عليها إنها تنزل تشتغل.. كانت بتطلع تساعد والدها، عشان الحمل تقيل، وهي شايفة إن لازم تشيل معاه". وأوضح أن الحادث كان بمثابة صدمة للقرية بأكملها: "كنا في الشغل واتصلوا بينا وقالوا لنا الخبر، وكل البلد عرفت في لحظة، البنات كلهم من منطقة واحدة، وأصحاب.. اللي حصل دا مشهد من يوم القيامة". وأشار عم الضحية، إلى أن الغياب التام لأي مظلة حماية اجتماعية كان السبب الحقيقي وراء نزول البنات للعمل في هذه السن، مؤكدًا أن ما حدث لم يكن مجرد حادث طريق، بل نتيجة مباشرة لإهمال مزمن، وظروف قاسية دفعت فتيات في عمر الزهور للبحث عن لقمة العيش، فكنّ الثمن. وكان حادث تصادم قد وقع صباح الجمعة على الطريق الإقليمي بدائرة مركز أشمون بين سيارة نقل ثقيل "تريلا" وميكروباص يقل فتيات عاملات من أبناء كفر السنابسة، ما أسفر عن مصرع 19 شخصًا، بينهم 18 فتاة، وإصابة 4 آخرين.