مازلت أؤمن أن مصر أهم استوديو مفتوح لتصوير الأعمال العالمية الكبرى فى المنطقة، ويمكنها أن تشكل حافزًا كبيرًا لكبار المخرجين ليحققوا جزء من إلهاماتهم هنا على أرض المحروسة. كثيرًا ما طالبت هنا بضرورة التواجد بالمحافل والمهرجانات الدولية للترويج لأنفسنا كتحد كبير، ويبدو أن الحلم سيتخذ مسارة الصحيح أخيرًا هذا العام، بإقامة جناح لمصر بمهرجان كان السينمائى الدولي، بمشاركة لجنة مصر للأفلام ومهرجاني القاهرة والجونة السينمائيين، وهى خطوة مهمة إذا ماتم استغلالها افضل استغلال، خاصة وان هناك عدد من الفعاليات والانشطة التى تهدف إلى فتح سبل جديدة للتعاون مع صناع السينما العالمية وتسعى لتعزيز حضورمصرعلى الساحة، وإبراز دورها كموقع تصوير عالمي فريد ومركز إنتاج سينمائي متكامل، حيث يتم تسليط الضوء على الإمكانيات الإنتاجية الهائلة التي توفرها مصر وذلك من خلال حلقة نقاشية بعنوان "التصوير في مصر: مصر كوجهة تصوير عالمية" ، واتمنى ان يجتهد الوفد المصرى فى عرض ملف كامل و مبهر يتبنى التأكيد على ازالة كافة المعوقات والشوائب "البيروقراطية " التى كانت تحول دون تنشيط التصوير الاجنبى وتتسبب فى هروب مشاريع اعمال كبرى الى دول اخرى مجاورة ، وكنت اتمنى ان ينضم للوفد المصرى فى تلك الفعاليات ممثلين للخارجية المصرية وهيئة الاستعلامات ليستمعوا الى كافة اراء ومطالب شركات الانتاج العالمية الحاضرة ويتعاملون معها فى المستقبل وفقا لتوصيات واجبة النفاذ، اتمنى ايضا ان يتم توجيه الدعوة لممثلى تلك الشركات للقيام بزيارة الى مصر يكتشفون خلالها كافة المواقع التى يمكن استغلالها للتصوير. النقطة الاخرى المهمة والتى تسير فى نفس المجال تنطلق عبر ندوة "من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية" والتي تركز على تعزيز التعاون والفرص بين صناعة السينما الأمريكية والمصري، وارى ايضا انها الفرصة الاكبر لاغراء شركات الانتاج والتوزيع الامريكية الكبرى التى تعانى من تكاليف الانتاج داخل استديوهات هوليوود والتى مازالت تعانى جراء عامى الكورونا ، ايضا اتمنى طرح فرص حقيقية للانتاج المشترك ودعم مشاريع السينمائيين المستقلين ، والذين يشكلون التيار الاكبر فى مشهد مستقبل السينما المصرية، واعتقد ان الفنان حسين فهمى المثقف والمطلع وكرئيس مهرجان القاهرة السينمائى، بمشاركته فى تلك النقاشات يمكنه طرح تصورات حقيقية وملموسة لتشجيع العلاقة بين "هوليوود الشرق وهوليوود امريكا "، وتغيير الصورة الذهنية القديمة ، وما اعلمه ان حسين فهمى سوف يستعرض أوجه التعاون الممكنة بين صناع الأفلام في مصر والولايات المتحدة، مع التركيز على المشاريع المشتركة التي يمكن أن تُحدث نقلة نوعية في السينما المستقلة. هذه الجلسة تُعد من أبرز الفعاليات التي ينتظرها الجميع في مهرجان كان، حيث تسلط الضوء على الفرص الهائلة التي يمكن أن تقدمها مصر كوجهة سينمائية عالمية.وهى النقطة التى سيتم مناقشتها بشكل اخر بالمسرح الرئيسي بقصر المهرجانات في جلسة نقاشية ينظها مركز السينما العربية بعنوان "مصر: دولة الأفلام الرائجة في العالم العربي" والتى يمكنها تسليط الضوء على ريادة مصر في صناعة السينما العربية ودورها المحوري في تصدير أفلام ناجحة عالميًا، ويديرها الصحفي نيك فيفاريلي، مراسل مجلة Variety لمنطقة إيطاليا والشرق الأوسط. تبقى ايضا مسألة دعم صناع الأفلام المحليين والإقليميين مهمة تشكل تحد جديد ، وهو ما يطرح للنقاش فى مهرجان كان في جلسة بعنوان "بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية" بمشاركة الناقد محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، والتى تركز على بناء شبكة قوية من المهرجانات التي تعمل معًا لتعزيز صناعة السينما في المنطقة ، وبجانب ذلك هناك جلسة خاصة عن "الموجة الجديدة وتسليط الضوء على صانعي الأفلام العرب الصاعدين"، والتي يديرها الناقد محمد سيد عبد الرحيم، مدير ملتقى القاهرة السينمائي، و تُركز على استعراض مساهمات الجيل الجديد من صناع الأفلام في إعادة تشكيل السينما العربية، وكيف يمكن للمهرجانات دعم هذه المواهب الناشئة لتحقيق نجاحات عالمية. كل هذه النقاط تشكل منحنى جديد وفرصة كبرى وتحد كبير للخروج الى آفاق أوسع من شأنها تحول الاحلام إلى حقيقة ملموسة على أرض الواقع، والمهم ان تكون هناك حالة جديدة من المتابعة والاستمرارية وعدم إلقاء النتائج أدراج الرياح عقب المهرجان.