نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مصادر قولها إن حصول روسيا على حق الوصول إلى احتياطيات التيتانيوم واليورانيوم في أوكرانيا "كارثة استراتيجية" على الدول الغربية التي تدعم كييف عسكريا وماليا. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المصادر التي وصفتها بالقريبة من المفاوضات الأمريكية الأوكرانية حول التعدين المشترك للمعادن النادرة، أن أوكرانيا تمتلك بالفعل كميات كبيرة من الموارد الاستراتيجية، وعلى رأسها التيتانيوم واليورانيوم، والتي تعتبر حيوية للصناعات الدفاعية والتكنولوجية الغربية. وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة: "إذا تمكنت روسيا من السيطرة على هذه الموارد، فستكون العواقب كارثية على حلفاء أوكرانيا، لما تمثله من أهمية استراتيجية واقتصادية". لكن بوليتيكو أوضحت أن تطوير هذه الرواسب يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات من الولاياتالمتحدة، وأن التوقعات تشير إلى أن يستغرق استخراجها وتفعيل استخدامها عقودا. ورجحت أن الهدف من طرح الصفقة بين أوكرانياوالولاياتالمتحدة في هذا التوقيت كان محاولة من كييف لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواصلة دعمها. ووفقا للصحيفة، أصيبت السلطات الأوكرانية ب"الصدمة" عندما وصل وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى كييف في فبراير الماضي مقترحا أن يتم تسليم نصف احتياطيات أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة إلى شركات أمريكية كجزء من اتفاق التعاون المشترك. وكان من المفترض توقيع اتفاق إطاري بهذا الشأن في 28 فبراير خلال زيارة فولوديمير زيلينسكي إلى الولاياتالمتحدة، لكن بحسب الصحيفة، فإن "سلوك زيلينسكي" المستفز خلال لقائه مع ترامب تسبب في تأجيل توقيع الاتفاق. وفي تطور لاحق، أكدت كييف أنها تسلمت في 27 مارس نسخة جديدة من الاتفاقية، وصفتها بأنها "أكثر صرامة بكثير" من النسخة الأولى، حيث تنص على أن تقوم أوكرانيا بسداد المساعدات الأميركية التي تجاوزت قيمتها 120 مليار دولار من خلال منح الولاياتالمتحدة السيطرة على صندوق استثماري معني بإعادة إعمار البلاد. وسيتلقى هذا الصندوق عوائد من رسوم الترخيص والإيجارات الناتجة عن عمليات استخراج المعادن، وهو ما يفتح الباب أمام هيمنة أميركية على الموارد الاستراتيجية الأوكرانية في مرحلة ما بعد الحرب، في ظل مخاوف متزايدة من فقدان كييف لسيادتها الاقتصادية مقابل استمرار الدعم الغربي.