كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن الدكتور محمد البرادعي رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق الذي أصبح أشهر رمز سياسي في الشرق الأوسط على موقع فيس بوك، متخطيا بذلك الملكة الأردنية رانيا التي احتلت هذه المكانة على الكثير من المواقع. وقالت الصحيفة -على لسان الكاتب بنيامين جوفي والت- إن البرادعي الذي حصل على جائزة نوبل للسلام يسعى لترشيح نفسه لمقعد الرئاسة 2011، وهو يعتبر بذلك من أقوى منافسي الرئيس حسني مبارك والحزب الوطني الحاكم. وقد ساعدت شبكات الإنترنت ومواقع فيس بوك وتويتر البرادعي، في أن يحصل على شعبية غير مسبوقة كرمز سياسي، وأن يضعه الكثيرون في حسبانهم كرئيس محتمل لمصر. ودللت الصحيفة على ذلك بوجود نحو 3 ملايين مصري على موقع فيس بوك، ما يعني أن 5% من المصريين على الأقل مؤثرون، ومعظمهم يؤيدون البرادعي، كما تؤكد التعليقات على صفحة معجبيه. من ناحية أخرى، يرى آخرون أن شعبية الإنترنت لا تعبر بالضرورة عن نتائج الانتخابات أو ما سيحدث في مستقبل مصر. وعلى الرغم من هذا، إلا أنه من الواضح أن صفحات الزعماء ورؤساء الوزراء والرموز الاجتماعية تحظى بشعبية كبيرة من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط، سواء عبر الفيس بوك أو التويتر أو المدونات. فمنذ إنشاء صفحة البرادعي وعلى مدار 3 شهور فقط، اجتذبت الصفحة أكثر من 200 ألف عضو على الفيس بوك، وجاءت صفحة الملكة رانيا أقل بنحو ألفين عضو فقط. وأوضحت الصحيفة أن كون صفحة البرادعي باللغة العربية، تعني أنه يريد أن يصل لكل المصريين ويتطرق لكل تفاصيل حياتهم اليومية الداخلية، بينما صفحة الملكة رانيا بالإنجليزية، حيث إنها تهتم أكثر بالقضايا العالمية. وأشار إلى أن عدد مؤيدي البرادعي على تويتر أصبح 7000 عضو، ويتابعه نحو 48 ألف عضو على موقع الفيديو المتخصص يوتيوب. ومن الرؤساء العرب الذين يمتلكون حسابات على فيس بوك وتويتر العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء أحمد نظيف ونائب رئيس الإمارات شيخ محمد بن راشد. يقول نبيل دجاني رئيس قسم علوم الاجتماع والسلوك وأستاذ العلاقات العامة بالجامعة الأمريكية في بيروت، إنه متشكك في جدوى اختراق البرادعي ومؤيديه للإنترنت أو تأثيره على المستقبل السياسي لمصر. وأضاف دجاني "إن البرادعي مشهور ضمن الطبقة العليا في المجتمع وطلاب الجامعات لكنه لا يتمتع بنفس الشعبية بين البسطاء، ولو أجريت انتخابات اليوم، لا أعتقد أنه سيفوز فيها، فكونه مشهور على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه مشهور في الشارع المصري". وأوضح أخيرا أن تأييد الشارع العربي يأتي من إخلاص الناس لقائد معين أو تحالف بعينه. أما مؤيدي البرادعي فمن النخبة التي تطالب بالتغيير، على عكس رجل الشارع الذي يخشى السلطة ويخشى معارضتها، لهذا لا يمكن أن يكون مؤيدو الفيس بوك كفاية أبدا في أي انتخابات.