تناول الكاتب الإسرائيلي آري شافيت في صحيفة هاآرتس اليوم الخميس، مشكلة مفاعل ديمونة الذي أنشأته إسرائيل منذ الستينات من القرن الماضي ويثير اعتراض بعض الدول لأنه لا يوازن القوى في الشرق الأوسط، كما أن إنشاءه لم يتم لأغراض سلمية. ويشير شافيت إلى أنه من منظور سياسي سطحي، يبدو مفاعل ديمونة مثيرا للاستنكار، لأنه يرجح كفة إسرائيل العسكرية، ولا يوازن بينها وبين دول الشرق الأوسط، وغموضه يتنافى مع مطالب الغرب بالشفافية بخصوص البرنامج النووي لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل. في الوقت نفسه مازالت الدول العربية تطرح استنكارها، فلماذا يتم السماح لإسرائيل بامتلاك قوة نووية بينما يتم حرمان بقية دول المنطقة منها؟ ولماذا يتغاضى المجتمع الدولي عن الغموض الذي تسور به إسرائيل برنامج أسلحتها النووية؟ ويجيب شافيت بأن المجتمع الدولي في النصف الثاني من القرن العشرين قرر أن يمنح اليهود تعويضا أخلاقيا عما لحق بهم من أضرار. وزعم شافيت أن الإبادة الجماعية لثلث اليهود في الفترة ما بين 1940-1945 هي التي جعلت العالم يشعر أن من واجبه تأكيد الوجود اليهودي وحق اليهود في حياة ودولة خاصة بهم. ونتيجة لوقائع تاريخ إنشاء الدولة اليهودية، أدرك العالم الغربي أن إسرائيل محاطة "بالعداوات" من كل مكان، ولو لم يحيط إسرائيل بحائط زجاجي مانع، سيتحول الوضع في المنطقة إلى حمام دم. لهذا سمحت الدول الغربية لإسرائيل بإنشاء مفاعل ديمونة. وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا لم تستطع إيقاف البرنامج النووي الإيراني كما فعلت مع البرنامج النووي الليبي والسوري والعراقي. الأمر الذي يجعل من إفشاء أسرار إستراتيجية إسرائيل النووية الآن أمرا خطيرا يهدد أمنها ومستقبلها، بل يهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله!