ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، أن جنرال في القوات الأمريكية في العراق لم يستبعد تورط جيش المهدي أو ميليشيات قريبة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الهجمات التي شهدها جنوب العراق يوم الاثنين الماضي، بينما يستمر السياسيون بالعراق في مفاوضاتهم حول تشكيل الحكومة بعد مرور شهرين على الانتخابات البرلمانية. وأضافت الصحيفة -على لسان جان عراف مراسلها في العراق- أن من المرجح عدم الكشف عمن يقف وراء ارتكاب الهجمات الأكثر دموية هذا العام لبعض الوقت، لكن إعادة تنشيط ميليشيا الصدر المعروفة باسم جيش المهدي والميليشيات الشيعية الأخرى، قد يكون علامة تحذير رئيسية من تجدد العنف الطائفي. ونقلت الصحيفة عن بريت مكجورك الباحث في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تساؤله عما إذا كان العراقيين يتطلعون إلى حكم جماعات خارجة عن القانون لحماية أنفسهم أو الدولة، مضيفاً أن هذا يفسر لماذا اتسمت الشهور الأخيرة بأحداث العنف التي فتحت على الأقل ثغرة أمام جماعات مثل جيش المهدي لتنظيم صفوفها ثانية. كما نقلت عن بهاء الأعرجي أحد قادة جماعة الصدر قوله، إن جيش المهدي يعد الآن مؤسسة دينية وثقافية ينتظر مقاتليه في أجنحتهم، غير أنه في حال استوجب الأمر ولم تف الولاياتالمتحدة بالتزامها بالانسحاب من العراق وفق جدولها الزمني أو لم تتمكن الحكومة العراقية من الحفاظ على الأمن والسلام، فمن المحتمل في هذه اللحظة أن نستدعيه. وفي البصرة، قالت الصحيفة إنه على الرغم من التأييد السياسي القوي الذي يحظى به الصدريون -وخصوصا بين ملايين الفقراء- فإن قليلين منهم سوف يرحب بعودة حكم الميليشيا، التي منعت الموسيقى وتدخين السجائر وسير النساء في شوارع في العديد من معاقلها، حيث قتلت أو عذبت من خرقوا هذه الممنوعات. ونقلت عن أمين قاسم الطالب في جامعة البصرة القول، إن الحضور الصدري تزايد منذ الانتخابات، حيث أعاد الصدريون بناء وتجديد المساجد التي يقيمون فيها صلوات الجمع كما تزايد أعدادهم خلال أدائها وأصبحوا يتكلمون في تجمعاتهم وفي أحيائهم عن كيفية العودة ومعاقبة جميع من وقف ضدهم.