فى الوقت الذى تخطط المجموعة الدولية للاستثمار (IGI) للتوسع فى نشاطها العقارى فى الدول العربية المختلفة، فإنها تسعى إلى تنمية استثماراتها الزراعية فى مصر، حيث إن الفرص مازالت كبيرة فى هذا القطاع محليا، تبعا لما ذكره خالد شتا نائب رئيس مجلس الإدارة فى حواره مع (الشروق). و(IGI) قد تم إنشاؤها فى عام 1973 على يد محمد شتا الذى يديرها حاليا مع ولديه هشام وخالد، وتشمل مجموعة من الشركات العاملة فى مجالات مختلفة بداية من التطوير العقارى والصناعة التى يعد أبرز مساهماته فيها شراء شركة المراجل البخارية التى باعت معداتها لناصف ساويرس العام الماضى ومصنع بيتى للألبان الذى اشترته منها شركة المراعى السعودية. وتمثل مشتريات العرب 35% من الوحدات السكنية فى مشروعات (IGI) المختلفة لذلك تسعى المجموعة للتوسع خارج مصر فى السعودية والإمارات والأردن ولبنان وقطر بإقامة مكاتب لتسويق وحداتها هناك، وقال شتا: إن الشركة تعتزم إقامة مكاتب فى ليبيا والسودان أيضا، وأضاف أن هذه الخطوة تعد تمهيدا لإقامة مشروعات فى بعض تلك الدول خاصة أن احتياجات شريحة كبيرة من سكانها تشبه احتياجات السوق المصرية من الإسكان المتوسط وفوق المتوسط. وتستهدف الشركة بإقامة هذه المكاتب فى المقام الأول تسويق مشروعها الجديد مدينة كنانة الذى أطلقته مؤخرا فى محافظة 6 أكتوبر، الذى بدأت أعمال المرحلة الأولى فيه قبل نحو عام ونصف العام. ويقام كنانة من خلال عدة مراحل تصل تكلفتها الاستثمارية إلى نحو 5 مليارات جنيه، وبدأ العمل فى المرحلة الأولى على مساحة 150 فدانا، وتشمل 4400 وحدة سكنية تتراوح مساحتها بين 80 و150 مترا، وقامت الشركة برفع سعر المتر فى الربع الأول من العام الجارى، وتعتزم تكرار تلك الزيادات الفترة المقبلة، «ومع ذلك ما زالت أسعارنا تنافسية» قال شتا. مفاوضات مع البنوك وتتفاوض الشركة مع مجموعة من البنوك لتمويل عدد من المشروعات على رأسها المرحلة الأولى لكنانة، وأيضا المناطق الخدمية والمكاتب الإدارية التى تعد بمثابة امتداد لمشروع حى الأشجار المملوك للشركة بمنطقة 6 أكتوبر، «وتتم دراسة التمويل الذى يحتاجه كل مشروع على حدة» ورفض شتا تسمية البنوك التى يتم التفاوض معها لكنه أكد أنها بنوك محلية وليست أجنبية. وتعول«آى جى آى» فى نشاطها العقارى على قطاعى المقاولات وتطوير المساحات المزروعة أو ما يعرف ب(لاند سكيب) «المنافسة محدودة فى مجال المقاولات لذلك توجد فرص واعدة أمام شركة جينزا التابعة لنا التى تم اختيارها ضمن قائمة مختصرة مكونة من خمس شركات محلية وعالمية مؤخرا لتطوير فندق النيل هيلتون سابقا فى وسط البلد، تمهيدا للمشاركة فى المناقصة التى تقام نهاية العام الجارى» تبعا لشتا. وتعتزم جينزا التى كانت مقاول جامعة النيل وشاركت فى بناء القرية الذكية، كذلك الدخول فى مناقصة لتطوير المتحف المصرى، تبعا لشتا الذى أضاف أن جينزا وقعت عقدا قيمته 120 مليون جنيه قبل أسبوع مع شركة إعمار الإماراتية لتنفيذ مشروع ميفيدا فى القاهرةالجديدة. وأضاف شتا أن نشاط اللاند سكيب من الأعمال الحديثة فى مصر لذلك تمثل مجالا خصبا ويوفر فرصا واعدة، فى ظل وجود مشروعات عقارية كبيرة خلال الفترة المقبلة، وقد أصبح نشاط تجهيز المناطق المزروعة فى المشروعات يمثل 20% من تكلفة أى مشروع حاليا، وأشار شتا إلى أن شركة باراديس للاند سكيب ستقوم بهذه الأعمال لمشروع مراسى التابع لشركة إعمار. الاستثمار فى الزيتون وتمتلك «آى جى آى» 600 فدان فى منطقة النوبارية مزروعة بالزيتون ويتم تصدير معظم الإنتاج، «فرص التنمية الزراعية فى مصر مازالت كبيرة خاصة فى الجنوب» حسب شتا، وأضاف أن شركته تبحث حاليا عن أراض مناسبة لزيادة الاستثمار الزراعى، «وإذا وجدنا آلاف الأفدنة المناسبة سنأخذها»، واستبعد أن تتجه الشركة لزراعة أراض فى مناطق بعيدة عن القاهرة مثل توشكى، وقال إنه يتم البحث عن أراض على الطرق الصحراوية مثل الفيوم، ومحافظات الصعيد، «ونحن مهتمون بشكل خاص بالصعيد». وتمثل «آى جى آى» مجموعة من الشركات الأجنبية فى مجال تقديم خدمات البترول، ويرى شتا أن هذا المجال لن يحتاج إلى زيادة استثمارات الشركة فيه لأنه لا يتجاوز عمليات بسيطة مثل توريد معدات أو خدمات لحقول البترول، كما تعمل ذراع الشركة فى هذا المجال فى تجارة البترول خارج مصر. المراجل لم تتوقف عن الإنتاج وكانت المجموعة قد قامت بشراء شركة المراجل البخارية الوحيدة المتخصصة فى صناعة الغلايات البخارية وأوعية الضغط العالى الخاصة بشركات البترول والصناعات الثقيلة والمحطات النووية من شركة بانكوك الكندية الأمريكية فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضى، وكانت الأخيرة اشترتها من الحكومة فى إطار مشروع الخصخصة عام 1994، ثم قامت «آى جى آى» فى عام 2008 ببيع معدات الشركة إلى رجل الأعمال ناصف ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، وهو ما أدى إلى شن عدد من الخبراء هجوما شرسا على آل شتا، واتهم البعض آل شتا فى تقارير صحفية بتدمير الصناعات الوطنية التى تمس الأمن القومى. وعلق شتا على ذلك قائلا: المراجل لم تتوقف عن الإنتاج، وكل ما حدث أن ملكيتها انتقلت من شركة لشركة، كما قام ناصف ساويرس بنقل المصنع إلى المنطقة الصناعية فى 6 أكتوبر من المعادى وزاد الإنتاج بمقدار الضعف تقريبا، «بل ودخلت فى مجال صناعى أكبر» حسب تعبيره.