حكم تاريخى أصدرته منذ أيام قليلة محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية، برئاسة المستشار ناصر حسن، وعضوية كل من المستشارين هشام إبراهيم، وأحمد حسنى، وبحضور المستشار حسن فاروق حامد كأمين للسر. وحكمت المحكمة برفض الدعوى المقدمة من السيد حاتم حسين صالح كرم، ضد الكاتب علاء الأسوانى، لأنها رفعت «من غير ذى صفة»، مع إلزام المدعى بمصاريف الدعوى. كان حاتم حسين قد اتهم الكاتب علاء الأسوانى بتشويه صورته، مدعيا أنه أحد شخوص رواية «عمارة يعقوبيان» التى ألفها الأسوانى، معتمدا على تشابه الاسم الأول بينه وبين حاتم رشيد «أحد أبطال الرواية»، الذى كان فيها شاذا جنسيا، وطلب تعويضا ماديا قدره عشرة ملايين جنيه. وجاء فى حيثيات الحكم أنه نظرا لما «حوته أوراق الدعوى أن الشخص الذى يدعى حاتم رشيد فى الرواية، هى شخصية من وحى خيال المؤلف، ولوجود اختلاف حاد وجذرى بين المدعى وبين الشخصية الروائية، من حيث الاسم والمهنة وطبيعة العمل» و«حيث إن خيال المؤلف هو مدار المؤلف ومعايشة المجتمع هى المحك الذى يبنى عليه المؤلف خياله، فلا حرج عليه إن تلاقت بعض سمات أو صفات أو أسماء الشخصيات التى يصورها مع بعض الشخصيات فى الواقع». ولكن لماذا يعد هذا الحكم تاريخيا؟ يجيب علاء الأسوانى فى تصريح ل«الشروق»: «هذا الحكم المحترم يؤسس لتذوق أدبى، ويكرس أيضا لمنع تجريم الخيال»، ويضيف الأسوانى معلقا «إن هذا حكم رائد وتقدمى، وينتصر لحرية الإبداع، ويعمل على اللحاق بركب القوانين المتقدمة فى العالم». وقال الأسوانى إن القانون الفرنسى كانت توجد به مشكلة كبيرة فى القرن التاسع عشر بهذا الصدد، حيث كان الناشر يضطر لكتابة ديباجة تعفيه من المسئولية القانونية إذا كان هناك تشابه بين شخصيات العمل الأدبى وبين شخصيات حقيقية، إلى أن تم إصلاح هذا وأصبح من الممنوع تجريم الخيال، يضيف «القانون المصرى يعانى من هذه المشكلة، ولكن هذا الحكم الخاص بعمارة يعقوبيان من شأنه معالجة هذه المشكلة».