جارديان تكشف تفاصيل تورط القوات الإسرائيلية في هجمات المستوطنين على قوافل إغاثة غزة

كشفت صحيفة "جارديان" البريطانية عن تورط أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية في تسريب معلومات بشأن مواقع شاحنات الإغاثة التي تسلم الإمدادات الحيوية لقطاع غزة، إلى نشطاء اليمين المتطرف والمستوطنين، الأمر الذي يمكن تلك المجموعات من قطع طريق الشاحنات وتدميرها.
*اعتراض المستوطنين لقوافل الإغاثة
وذكرت الصحيفة البريطانية، خلال تقرير حصري، نشرته مساء اليوم الثلاثاء، نقلا عن متحدث من جماعة النشطاء الإسرائيليين الرئيسية التي تقف وراء الحصار، أن المستوطنين الذين يعترضون الإمدادات الإنسانية الحيوية المرسلة إلى القطاع يتلقون معلومات بشأن موقع شاحنات الإغاثة من عناصر بشرطة وجيش الاحتلال.
وأوضحت "جارديان" أن التواطؤ من جانب أفراد بالقوات الإسرائيلية تدعمه رسائل مجموعات الدردشة الداخلية التي اطلعت عليها الصحيفة، بالإضافة إلى روايات عدد من الشهود ونشطاء حقوقيين.
وأظهرت مقاطع فيديو الأسبوع الماضي قيام مستوطنين إسرائيليين بقطع طريق قوافل المساعدات وتدميرها عند نقطة تفتيش ترقوميا، غرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وأثار الحادث، الذي ألقى فيه النشطاء صناديق المساعدات على الأرض، حالة من الغضب، وأدان البيت الأبيض الهجوم بوصفه سلوك غير مقبول تماماً.
وقد أظهرت صور من موقع الحادث أكوام من حزم المساعدات المدمرة. وانتشرت الصور لاحقاً على شبكات التواصل الاجتماعي لتظهر اشتعال النيران في الشاحنات.
*مشاهد بربرية ورسائل معلوماتية
وتحدث سائقو الشاحنات الفلسطينيين الذين يوصلون المساعدات إلى غزة، مع "جارديان"، عن مشاهد "بربرية" بعدما تعرضت مركباتهم لهجوم، قائلين إن الجنود الإسرائيليين الذين يرافقون القافلة لم يتدخلوا.
وقال يزيد الزعبي، سائق فلسطيني هاجمه المحتجون الأسبوع الماضي عند نقطة التفتيش: "هناك تعاون كامل بين المستوطنين والجيش. نشعر بالصدمة والاندهاش من أن الجيش لم يقدم لنا أي شكل من أشكال الحماية. مع ذلك كانوا متواجدين ويشاهدون ما يحدث"، مؤكدا "كان الجيش في خدمة المستوطنين."
وزعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن "مقاتلة احتياط رفضت أداء مهمة للحفاظ على النظام في المنطقة والتي تم تحديدها على أنها منطقة عسكرية مغلقة، ونتيجة لذلك خضعت لإجراءات تأديبية".
وبدا أن مقطع فيديو حصلت عليه "جارديان" يظهر جنود إسرائيليين يرافقون القافلة، دون أن يتخذوا أي إجراء ضد المستوطنين.
وغالباً ما يخطر المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف الأفراد التابعين لهم مسبقاً بشأن مواعيد وأماكن الشاحنات المتجهة إلى غزة، مشيرين إلى أنهم يتلقون هذه المعلومات من شرطة وجيش الاحتلال.
وفي إحدى الرسائل التي اطلعت عليها "جارديان"، نبه نشطاء اليمين المتطرف أفراداً بأنهم "سيتلقون معلومات أولية بشأن خطط حركة الشاحنات، من جنود وشرطة المعابر الحدودية".
وفي رسالة أخرى، عبر مجموعة مستوطنين على تطبيق "واتسآب"، كتب أحد الأعضاء، يوم الأحد: "تلقت معلومات من ضابط في جيش الدفاع بأنهم سيجلبون الشاحنات أمام عوفرا (مستوطنة) إلى بيتين (قرية فلسطينية)".
وبحسب "جارديان"، تمت إدانة التعاون بين جيش الاحتلال والمستوطنين على مدار سنوات من جانب المنظمات الفلسطينية والحقوقية.
ويوم الأحد، اقترح وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، على الحكومة نفسها وقف شاحنات الإغاثة بدلاً من تركها لمجموعات النشطاء.