قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن «مشاعر الانتقام الأسود تحكمت من قادة الاحتلال الإسرائيلي؛ حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم». وأضاف في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري، اليوم الثلاثاء، أن «قادة الاحتلال ارتكبوا جرائم لها مُسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي، مسمى صار العالم، وبعد شهور من تراكم الفظاعات مستعداً لنطقه بوضوح: التطهير العرقي». وأكمل: «فالجريمة مكتملة الأركان وهي ليست جريمة قتل فحسب، ولكنها اغتيال كامل لمجتمع؛ بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بشكل كامل، بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة». وذكر أن «الناس في غزة يُدفعون دفعاً للفرار من ملاذ إلى آخر بلا جدوى»، نافيًا «وجود مكان آمن في القطاع المحاصر». واستطرد: «اليوم ينتهي الحال بالمكدسين في رفح، أكثر من مليون فلسطيني، للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال، بعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة، إلى العراء بلا مأوى أو أي من مقومات الحياة البشرية، بل وتطاردهم في الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابله بين الأنقاض والخيام، بل وفي أماكن توزيع المساعدات، وكأن المطلوب هو أن يفنى أهل غزة عن آخرهم حتى يُحقق الاحتلال نصره المزعوم، ما أشنعه من مطلب وما أخسها من وسائل».