- دائما الروائي أو الكاتب عندما يحصل على جائزة هامة يسعى لتقديم الأفضل - بالنسبة لي جائزة الشيخ زايد مهمة للغاية فهي توسع مجال القراءة وتعرف أعمالي لدى القراء أكثر - أحب الكتابة عن الإنسان بشكل عام لو كان رجلا أو امرأة ريم بسيوني اسم لامع في سماء الأدب المصري والعربي كاتبة شقت طريقها إلى قلوب القراء ووجدانهم فعلى مدار تسع عشرة عام عمر بسيوني في الكتابة المنشورة استطاعت أن تبدع فيهم سواء على مستوى الجودة، أو قوائم الأكثر مبيعا التي احتلتها لسنوات، أو الجوائز العديدة التي حصدتها سواء داخل مصر أو خارجها. تألقت ريم بسيوني في الكتابة الواقعية والتاريخية بمشروع أسس لعودة الرواية التاريخية للمشهد الأدبي أعمال مثل: "أشياء رائعة، بائع الفستق، الدكتورة هناء، أولاد الناس.. ثلاثية المماليك، القطائع.. ثلاثية ابن طولون، الحلواني.. ثلاثية الفاطميين" جعلت من بسيوني رقم صعب على الساحة الأدبية، وجعلتها دائما من المرشحين الأوائل للجوائز الأدبية الرفعية فحصدت منها الكثير مثل: جائزة نجيب محفوظ، جائزة ساويرس الأدبية، جائزة التفوق في الآداب، وأخيرا جائزة الشيخ زايد للآداب والتي حصدتها عن روايتها "الحلواني.. ثلاثية الفاطميين"، وبتلك المناسبة حاورتها "الشروق" لتعرف على كواليس الجائزة وكواليس مشروعها الأدبي بشكل عام. - بعد فوزك بجائزة الشيخ زايد عن روايتك "الحلواني.. ثلاثية الفاطميين" ماذا تمثل لك الجائزة، وهل توقعتيها ؟ = جائزة الشيخ زايد جائزة مهمة جدا على مستوى الوطن العربي، ولها قيمة معنوية كبيرة لأي كاتب، وبالنسبة لي فهي جائزة مهمة للغاية فهي توسع مجال القراءة وتعرف أعمالي لدى القراء أكثر وتساهم أيضا في مجال الترجمة، وبالطبع أشعر بسعادة كبيرة وأشعر أن تلك مسئولية كبيرة على عاتقي لأقدم دائما أعمال راقية وذات مستوى جيد لأن دائما الروائي أو الكاتب عندما يحصل على جائزة هامة يسعى لتقديم الأفضل. - كنت تكتبين كتابة واقعية عن العصر الحالي فما الذي دفعك لتوجه لتاريخ ؟ = انتقلت من الكتابة الواقعية التي نجحت فيها إلى الكتابة التاريخية بسبب حبي لتاريخ وقرأتي الكثيرة فيه أتذكر كتابتي لرواية تتناول تاريخ الأندلس وعمري لم يتجاوز السادسة عشرة، لكنها لم تكتمل، ولكن ما دفعني للكتابة التاريخية هي زيارة لمسجد ومدرسة السلطان حسن فلقد غيرت نظرتي في ذلك الوقت لتاريخ المماليك، ومن هنا شعرت أنه لدي تكليف أن أعيد قراءة مناطق من مظلمة من تاريخنا لم يتم تناولها بالشكل الكافي. - دائما يكون سؤال الهوية حاضرا بقوة في جميع أعمالك المعاصر منها والتاريخي فماذا يمثل لك سؤال الهوية ؟ = الهوية هامة جدا لدينا هنا في مصر وفي والوطن العربي الهوية المصرية كانت هوية حاضرة ومهمة للغاية في العصور الإسلامية وفي كل العصور، ولكننا مررنا عليها في دراستنا للتاريخ مرور الكرام ولم نركز عليها مع أنه لو نظرنا على مراحل مختلفة من التاريخ سنجد أن تكوين الهوية المصرية تكون ليس فقط من العصور المصرية القديمة، ولكنه أيضا تكون في العصور القبطية واليونانية والإسلامية وحتى العصور الحديثة فهو تكوين تراكمي طويل، ونحتاج أن تحدث عن هذا التكوين أكثر. - لماذا كانت بعض رواياتك التاريخية ثلاثيات، والبعض الآخر رواية فردية كماريو وأبو العباس ؟ = الثلاثيات التي كتبتها كانت تتحدث عن ثلاث عصور مهمة للغاية فأولاد الناس كانت تتحدث عن المماليك، والقطائع عن ابن طولون، الحلواني عن الفاطميين، وكتبت تلك الروايات على شكل ثلاثيات لأن تلك العصور كانت تحتاج لتركيز عليها، وليس المرور عليها فقط لذلك كان لابد من أن تكون الرواية ثلاثة أجزاء جزء عن بداية العصر وكيف كانت الظروف المحيطة بنشؤه، والجزء الثاني عن ازدهار هذا العصر ونهضته والظروف المحيطة، والجزء الأخير عن نهاية العصر كيف كانت، لذلك احتاجت تلك الروايات أن تكون ثلاثيات. - لماذا تركز أعمالك التاريخية على الدول الإسلامية المستقلة بمصر خصيصا ؟ = الثلاث دول التي كتبت عنهم هم فترات غامضة للغاية فترات اختلطت علينا، ولم نفهم الحضور القوي للهوية المصرية. - بما أنك حصدت العديد من الجوائز طوال مسيرتك الأدبية عن مختلف أعمالك، وأخرهم جائزة الشيخ زايد ماذا تمثل لك الجوائز وكيف تريها ؟ = الجائزة دائما ما تكون حافزا للكاتب لكي يتقن كتابته، ويعطيها وقتا أكثر ويبحث أكثر. - النزعة الصوفية تواجدت برواية سبيل الغارق، ثم في رواية الحلواني، وبعدها خصصت كتاب كامل هو البحث عن السعادة للحديث عن الصوفية، ثم في أخر أعمالك ماريو وأبو العباس تحدثت عن أحد أشهر الأقطاب الصوفية، فماذا تمثل لك الصوفية ؟ = الصوفية غامضة ويسئ الناس فهمها حتى من محبيها نفسهم فكنت أحتاج لكتابة كتاب علمي بمصادر موثقة وهو كتاب البحث عن السعادة لكي أوضح طريقة استعمال اللغة في الفكر الصوفي، وتاريخ الصوفية، وتاريخ تطور الفكر الصوفي كجزء من تطور الفكر الإنساني بالعالم كله، والصوفية بالنسبة لي هي طريقة حياة، وطريقة لتصفية القلب قبل أي شئ آخر طريقة لتحسين أخلاق الإنسان عن طريق مجاهدة نفسه ليكون إنسان أفضل، وهذا لو حدث ستتحسن الدنيا كلها. - هل تصنفين كتابتك على أنها كتابة نسوية أو كتابة تنصف المرأة خاصة أن الدور النسائي في رواياتك يكون بارزا للغاية ؟ = لا أحب فكرة الكتابة النسائية، وأحب الكتابة عن الإنسان بشكل عام لو كان رجلا أو امرأة، وظهر ذلك في رواية ماريو وأبو العباس التي كانت أبطالها رجلين فما يهمني هو الإنسان، ولكن هذا لا يمنع من إظهار القوة التي تتمتع بها المرأة المصرية والعربية، وهذا ما أردت ايضاحه في أعمالي. - جميع أعمالك هي روايات فهل فكرت في كتابة القصة القصيرة ؟ = كتبت بالفعل قصص قصيرة وتم نشرها في سنة 1994 بجريدة أخبار الأدب، وربما قريبا أقوم بنشرها بمجموعة قصصية. - ما هو مشروعك القادم ؟ = لم أحدد بعد ما هو مشروعي القادم، ولكن أتمنى أيا كان أن يحوذ إعجاب القراء.