استقالات وخلافات واختراق أمريكي.. ماذا يحدث مع حكومة نتنياهو؟

أعلن جدعون ساعر رئيس حزب "اليمين الوطني" الإسرائيلي، استقالته من حكومة الطوارئ في إسرائيل.
رفض ساعر، عرضًا سابقًا بأن يكون ضيفًا دائمًا في "كابينت" الحرب الإسرائيلي، كما يحدث مع بعض الوزراء الآخرين.
وكان ساعر، هدد بالاستقالة من حكومة نتنياهو إذا لم يتم التوصل إلى حل خلال الساعات ال24 القادمة.
وأكد مسئولون في حزب "الليكود"، أن الاقتراح الحالي عرض على ساعر؛ بسبب مخاوف من تعقيد الوضع مع الشركاء الآخرين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، حيث كان هذا الاقتراح مقبولًا لهما.
وتفاقمت الخلافات بين القادة الإسرائيليين بشكل كبير بعد أحداث السابع من أكتوبر، حول من يتحمل المسئولية عن الفشل الكبير الذي تعرضت له إسرائيل.
وتزايدت هذه الخلافات في الأوساط السياسية والعسكرية، وارتفعت موجات الانتقاد والمعارضة من قبل المستوطنين، مع توجيه الانتقادات لحكومة نتنياهو بسبب إدارتها للحرب ومعالجتها لملف الأسرى.
وتأتي هذه الخلافات في ظل تحول الموقف الأمريكي نحو إسرائيل، بامتناع واشنطن على التصويت لوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، بعد أن كانت أول من تستخدم حق الفيتو لعدم وقف إطلاق النار.
وردًا على الإجراء الأمريكي، ألغى بنيامين نتنياهو زيارة وفد رفيع المستوى إلى واشنطن كنوع من الاحتجاج على الموقف الأمريكي.
ويعد هذا القرار اختراقًا هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل نحو 6 أشهر، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".
ويأتي بعد سلسلة من تعطيل قرارات وقف إطلاق النار؛ نتيجة لرفض الولايات المتحدة لوقف القتال دون التنديد بالهجوم الذي شنته حماس على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي.
- استقالات في وحدة نظام المعلومات
في 4 مارس الحالي، استقال عدد كبير من المسئولين الإسرائيليين في وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري.
وبحسب تقارير عبرية، فإن من بين المستقيلين موران كاتس الرجل الثاني في طاقم هاجاري، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشار هاكت، حيث جاءت استقالاتهم على خلفية نتائج الحرب في غزة.
وجاءت الاستقالات على خلفية احتجاج الضباط على سير الأمور العملياتية والشخصية، حيث تعكس حالة الاضطرابات بوحدة المعلومات التي يديرها هاجاري.
- خلاف نتنياهو وجانتس
شهدت حكومة الحرب الإسرائيلية، خلافات ومنافسة سياسية بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وزعيم الوسط بيني جانتس، التي تشير الاستطلاعات الإسرائيلية إلى ثقة الناخبين له.
وتعمق الخلاف بينهما بعد زيارة جانتس إلى واشنطن دون موافقة نتنياهو؛ ليرد الأخير باتخاذ قرار بإقصاء جاننتس من المشاركة في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفقًا لتقارير عبرية.
- خلافات التجنيد الإجباري
تجدد الخلاف بين جانتس ونتنياهو، هذه المرة حينما هدد جانتس عضو حكومة الحرب، بالاستقالة من الحكومة إذا مر تشريع في البرلمان يبقي على إعفاء اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية الإجبارية.
ويثير هذا التشريع جدلا داخل حكومة الحرب، على الرغم من عدم كشف تفاصيله بعد.
وكان آلاف الإسرائيليين خرجوا إلى الشوارع منتصف هذا الشهر؛ للمطالبة بتجنيد الرجال اليهود المتدينين في الجيش.
وتعيش حكومة الحرب في ظل خلافات مستمرة، مما أدى إلى انقسامات متزايدة في المجتمع الإسرائيلي ودوائر السياسة، بعد مرور 5 أشهر على العدوان على غزة.