يمتاز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه بالأكلات والمشروبات المميزة، لا في طعمها فقط بل في الحكايات الطريفة والغريبة أحيانا، والتي تعكس كثرة الثقافات التي مرت على المطبخ المصري، وتركت أثرا لها، فيتنوع بين أكلات من العهد الأموي وأخرى من عصر الفاطميين، بينما لم تغب الأكلات المملوكية والعثمانية عن المائدة المصرية. وتسرد جريدة "الشروق"، أهم ما ورد عن منشأ السنبوسة وفق المصادر التاريخية المتاحة، إذ كانت نشأتها على غرار نطق اسمها مثيرة للجدل. * بين الهند والشرق الأوسط أرجع الكثيرون منشأ السنبوسة لبلاد الهند لذكرها في كتابة الرحالة ابن بطوطة الشهير تحفة النظار، إذ تحدث عن تقديمها ببلاط الشاه محمد بن تغلق، حيث كانت توزع بعد وجبات الطعام بشكلها المثلث المعروف. وذكرت بالمقابل مصادر تاريخية أقدم، السنبوسة في الشعر العربي ووصفات طبخ عربية، إذ أورد المؤرخ المسعودي في كتابه "حقول الذهب ومروج الجواهر"، قصيدة للشاعر العباسي إسحاق الموصلي تتحدث عن السنبوسك وطريقة إعدادها. كما تطرق كتاب فوائد التنويع علي الموائد، وهو كتاب طبخ مصري بشكل واسع لطرق تحضير السنبوسك المصرية بنوعيها الحادق والحلو. ووصلت احتمالات منشأ السنبوسك للأندلس، إذ تحدث عنها كتاب فضل الخوان في أطيب الطعام ليقدم وصفة أندلسية تختلف قليلًا عن الوصفات المعتادة في بلاد المشرق العربي، وبلاد فارس. * بين الحلو والحادق وتجدر الإشارة إن كل من المصادر التي تحدثت عن السنبوسك المصرية أو الأندلسية أو الهندية أو تلك التي كانت على عهد العباسيين أكدوا أنها كانت تصنع في وصفات بالعسل وماء الورد والمكسرات وفي وصفات أخرى باللحم والدجاج ولكن المشترك بينهما كان لف المكونات في رقائق الخبز أو ما سماه كتاب فوائد التنويع بورقة الكنافة. اقرأ أيضا المطبخ المصري (6) .. المسقعة.. نخب انتصار تحرير القدس
