مع اقتراب الذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينيسكي، أمس، تعيين أولكسندر سيرسكي قائدا للجيش خلفا للجنرال فاليري زالوجني. وكانت وسائل إعلام غربية قد أفادت بأن زيلينسكي يدرس تلك الخطوة، مرجحة أن الرئاسة الأوكرانية اعتبرت أنه من الضروري إجراء تغيير بعد سنتين من الحرب، خاصة وأن الهجوم المضاد لم يأت بالنتائج المرجوة. من جهته، دعا القائد الجديد للقوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، اليوم الجمعة، إلى "تحسين" أداء القوات المسلحة، وحدد خطة "واضحة" لصد الروس فيما اعتبرت موسكو من جهتها أن التغييرات في كييف لن تؤثر على مسار الحرب. وسيرسكي قاد عمليات الدفاع عن كييف في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا. وكان العقل المدبر وراء الهجوم الأوكراني المضاد في خاركيف الصيف الماضي. • مقرب من زيلنيسكي وفقا لوسائل الإعلام الغربية، يعتبر سيرسكي من المؤيدين المقربين لرأس النظام زيلينسكي، لكن الجنود يكرهونه بشدة لأنه تسبب بخسائر فادحة بين العسكريين، حتى إنه نال بينهم لقب "الجزار". وكان سيرسكي قبل القرار الأخير، قائداً للقوات البرية في الجيش الأوكراني منذ عام 2019. ونال خلال هذه الفترة لقب "بطل أوكرانيا" لعام 2022. ولد أولكسندر سيرسكي في 26 يوليو من عام 1965 في قرية "نوفينكي" بمقاطعة "فلاديمير" التابعة لروسيا حالياً، والتي كانت ضمن أراضي الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت. وتخرج سيرسكي في عام 1986 من مدرسة موسكو العليا العسكرية. وفي عام 1996 تخرج بمرتبة الشرف من أكاديمية القوات المسلحة في أوكرانيا، وفي 2005 من الأكاديمية الوطنية للقوات المسلحة. في عام 2013، عين كنائب أول لرئيس مركز القيادة الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية، ومثّل وزارة الدفاع الأوكرانية خلال نقاشات تحويل نمط جيش بلاده وفق معايير حلف شمال الأطلسي، في مقر الناتو. ومنذ عام 2014، وعندما بدأ التصعيد العسكري شرق أوكرانيا، شغل سيرسكي منصب قائد عمليات ضد الانفصاليين الموالين لروسيا وخاض عدة معارك في شرق البلاد. وبعد انتهاء المعارك بين الجيش الأوكراني والانفصاليين في دونباس، حصل سيرسكي على أوسمة وترقية عسكرية لنجاحه في تغطية انسحاب وحدات أوكرانية من بعض المناطق على الحدود مع روسيا، قبل اندلاع الصراع بين موسكو وكييف رسمياً عام 2022. وترأس سيرسكي بعد عام 2016 مقر العمليات المشتركة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقاد "عملية مكافحة الإرهاب" في شرق أوكرانيا. وفي 2019، أصبح سيرسكي قائدًا للقوات البرية للقوات المسلحة الأوكرانية، وتلقى ترقية عسكرية وحصل على رتبة عقيد ركن. • ردود فعل غربية وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تعيين سيرسكي في قيادة القوات الأوكرانية بأنه "تعديل محفوف بالمخاطر، وعلى الأغلب لن يحظى بشعبية بين القوات المُنهكة من الصراع". كما اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إقالة زالوجني "أهم تغيير في القيادة" منذ فبراير 2022. ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية، عن بعض الخبراء، أن من بين أسباب هذا القرار، خوف زيلينسكي من أن يصبح زالوجني معارضا سياسيا له في المستقبل. وأشارت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إلى أن زالوجني واجه انتقادات ليس فقط من الأوكرانيين لعدم نجاحه خلال الهجوم المضاد، بل وكذلك من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، التي كانت على خلاف معه بسبب نهجه في الهجوم المضاد.