تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً يوم الجمعة، بعد فجوة واضحة امتدت لنحو أربعة أسابيع في الاتصالات المباشرة، حيث ركزا على الاختلافات الجوهرية بشأن مسار محتمل للدولة الفلسطينية بمجرد انتهاء الحرب في غزة. • دعم قوي يتبعه توتر وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن بايدن وكبار مساعديه قدموا دعماً قوياً لنتنياهو حتى في مواجهة الإدانة العالمية بسبب تصاعد حصيلة الضحايا والمعاناة الإنسانية في غزة مع شن الإسرائيليين للعمليات العسكرية في أعقاب هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل. لكن علامات توتر ظهرت على نحو متزايد في العلاقة بين الجانبين مع رفض نتنياهو مراراً وتكراراً لدعوات بايدن للسيادة الفلسطينية، معرقلاً ما يعتقد الرئيس الأمريكي أنه المفتاح لبدء سلام دائم في الشرق الأوسط "حل الدولتين". وبحسب الوكالة الأمريكية، لم يبد أي من الجانبين تزحزحا عن موقفه، وما زالت رؤاهما بشأن نهاية حرب غزة متعارضة. وجاءت المكالمة التي أجراها الاثنان، يوم الجمعة، بعد يوم على قول نتنياهو إنه أخبر المسئولين الأمريكيين بعبارات واضحة أنه لن يدعم دولة فلسطينية كجزء من أي خطة لما بعد الحرب. أما بالنسبة لبايدن، أعادت مكالمته يوم الجمعة التأكيد على التزامه بالعمل نحو مساعدة الفلسطينيين في المضي نحو إقامة دولة. وتحدث الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، باستمرار خلال الأسابيع الأولى للحرب، لكن الوتيرة المنتظمة للمكالمات بينهما، بعد ذلك تباطأت بشكل كبير. وكانت المكالمة التي أجراها الاثنان، يوم الجمعة، واستمرت لحوالي 30 إلى 40 دقيقة أول محادثة بينهما منذ 23 ديسمبر، بحسب "أسوشيتد برس"، مشيرة إلى أن كلا الجانبين تحاصرهما اعتبارات سياسية محلية. • فجوة متسعة وضغط متصاعد وأوضحت الوكالة أن الفجوة بين بايدن، ديمقراطي من يسار الوسط، ونتنياهو، الذي يقود أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل، اتسعت مع تصاعد الضغط على الولاياتالمتحدة لاستخدام نفوذها الكبير في الضغط على تل أبيب لتهدئة الحرب التي أسفرت بالفعل عن استشهاد 25 ألف فلسطيني. وذكرت أن هناك حالة من تزايد انعدام الصبر من نتنياهو في إسرائيل بسبب عدم إحراز تقدم في إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة. وقال مسئولون أمريكيون، طلبوا عدم ذكر اسمائهم ، إن استياء بايدن من نتنياهو، خلال آخر مكالمات هاتفية بينهما، أصبح أكثر وضوحاً، بالرغم من أن الرئيس الأمريكي كان حريصاً على تأكيد دعمه لإسرائيل في كل خطوة. ومع ذلك، لم يتخل بايدن، على الأقل علانية، عن فكرة الفوز على نتنياهو. ولدى سؤاله يوم الجمعة عما إذا كان حل الدولتين مستحيلاً خلال فترة وجود نتنياهو في المنصب، أجاب بايدن بالقول: "لا، ليس كذلك". ويصر مسئولون أمريكيون على أن بايدن يدرك المربع السياسي الذي يجد نتنياهو نفسه فيه مع الائتلاف اليميني المتشدد، ومواجهته اتهامات بالفساد تركته يكافح من أجل حريته، وليس فقط مستقبله السياسي.