قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إن 40 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، بحسب وكالة أنباء العالم العربي. وصدر بيان عن حزب الله، جاء فيه، "أن مقاتلي المقاومة الإسلامية استهدفوا قاعدة ميرون للمراقبة الجوية ب62 صاروخاً من أنواع متعدّدة وأوقعت فيها إصابات مباشرة ومؤكّدة". وسبق وأن كرر حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، من تهديداته لإسرائيل من عواقب اغتيالها للقيادي بحركة حماس صالح العاروري، حيث قال في كلمة له أمس الجمعة: "قتل الشيخ صالح العاروري لن يكون بلا عقاب والرد سيكون في الميدان، ولن نسكت على خرق بهذه الخطورة، إضافة إلى أن الأمريكيين اعترفوا بأكثر من 100 عملية ضد قواعدهم في العراق وسوريا والهدف الحقيقي هو مساندة أهل غزة". - هل يتطور الأمر لحرب شاملة؟ وفي ذلك السياق، يقول الدكتور حسن مرهج، أستاذ العلوم السياسية وخبير شئون الشرق الأوسط، في تصيحات ل"الشروق"، "لا أحد ينكر أن اغتيال العاروري في لبنان وفي هذا التوقيت تحديداً هو أمر خطير ومثير للقلق، وخاصةً بالنسبة لحزب الله، ويمكن القول، إن اغتيال العاروري في لبنان سيزيد من التوتر المدروس بين حزب الله وإسرائيل، وقد يؤدي إلى تصعيد في الأعمال القتالية بين الجانبين، لكن دون الانجرار لحرب كاملة. ويتابع مرهج ل"الشروق"، أن الحرب ليست بالضرورة نتيجة محتملة في هذه المرحلة، حيث يوجد عدد من العوامل التي تحول دون اندلاع صراع مسلح مباشر بين الجانبين، ويتمثل الهدف الأساسي لحزب الله في لبنان في الحفاظ على معادلة الردع وليس في الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل. وأكد، "على الجانب الآخر، فإن إسرائيل تفضل تفادي الصراع المسلح مع حزب الله، وتركز جهودها على مواجهة التهديدات في شمال فلسطيني وغزة تحديداً". وأوضح مرهج، أنه في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات واضحة على التحضيرات للحرب من أي جانب، وهذا يشير إلى أن الجانبين يفضلان الابتعاد عن الصراع المسلح. وأكمل مرهج، "وهنا لا يمكن تجاهل العوامل الدولية، إذ يمكن أن تلعب العوامل الدولية دورًا في إبقاء الأمور في حالة هدوء، حيث يمكن للدول الأخرى في المنطقة وخارجها التأثير على الجانبين لتجنب الحرب". وأضاف مرهج، أن اغتيال العاروري يزيد من التوتر بين حزب الله وإسرائيل، وقد يؤدي إلى تصعيد لكن بأطر مدروسة، ومع ذلك، فإن الحرب ليست نتيجة محتملة في هذه المرحلة، وقد يتم السيطرة على التوتر بين الجانبين قبل أن يتطور إلى مستوى اندلاع الحرب. - إيقاف عدوان غزة.. أول المطالب وذكر هرهج، أن فيما يتعلق بالجهود لوقف التصعيد، ينبغي أولا إيقاف الحرب في غزة، لكن من ضمن الجهود فإنه يتعين على كل الأطراف والقوى المؤثرة في المنطقة على حث الجانب الإسرائيلي وقف الحرب، لا سيما أن شروط حزب الله في هذا الإطار واضحة لجهة إيقاف الحرب في غزة ومن ثم التهدئة في جنوبلبنان. وتابع، "ويمكن بذل جهود عدة لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، بداية يمكن للجانبين وعبر وسطاء الجلوس وعقد جلسات حوارية وتفاوضية لحل الخلافات والتوترات، بينهما لا سيما تطبيق القرار 1701 (قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في 2006)، كما يمكن للجانبين اللجوء إلى وسطاء دوليين أو عرب للمساعدة في التوصل إلى حل سلمي للخلافات، وعلى الجانبين أيضاً تفادي التصعيد والحكمة في التعامل مع الأوضاع، الأهم هو الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة". - كيف ستؤثر زيادة التصعيد على الوضع بالشرق الأوسط؟ وعن انعاكسات التصعيد بين الاحتلال وحزب الله على المشهد السياسي العالمي، يقول مرهج، "بالشكل العام فإن أي تصعيد إضافي بين إسرائيل وحزب الله لن تكون تأثيراته فقط على الطرفين، بل ثمة نتائج ستطال الإقليم كاملا، لكن في العمق قد تؤثر حالة التوتر بين إسرائيل وحزب الله على الأوضاع الجارية في غزة من خلال عدة طرق، منها تشتيت الاهتمام الدولي، فقد يتسبب التركيز على الأزمة في لبنان في تشتيت اهتمام المجتمع الدولي بالوضع في غزة، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى تأخير أي تقدم في حل الأزمة هناك". وأردف أن يؤدي التصعيد في لبنان إلى تصعيد الوضع في غزة، خاصة إذا انخرط حزب الله في التصعيد وشن هجمات على إسرائيل؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في غزة، وبالتالي قد مشهد تدخل أطراف أخرى وتعقيد المشهد. وأشار إلى تأثير التصعيد على المجتمع الدولي، وقد يؤثر التصعيد في لبنان على موقف المجتمع الدولي من غزة، وربما يؤدي إلى تقليل الضغط على إسرائيل لوقف العدوان هناك. وذكر أن أي انعكاس سيطرأ على الحكومة الفلسطينية، قد يؤثر على التعامل مع الوضع في غزة، خاصة إذا كانت تعتمد على الدعم الدولي للحفاظ على استقرار المنطقة، كل ما سبق يبقى في إطار التكهنات، ورغم ذلك ثمة مخاطر جمة لاستمرار الحرب في غزة، وبالتالي نزع فتيل أي إنفجار إقليمي يبدأ من إيقاف الحرب في غزة ومن ثم حلحلة ملفات المنطقة.