نظم اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، بالتعاون مع المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي، اليوم الإثنين، ندوة تحت عنوان: "الإمام الصادق المهدي كاتباً ومفكراً .. الأعمال الكاملة للإمام الصادق المهدي"، وذلك بحضور الدكتورة مريم الصادق المهدي، وزيرة خارجية السودان السابقة. وعقدت الندوة بمناسبة صدور المجلد الأول من الأعمال الكاملة للسياسي والمفكر الكبير الصادق المهدي رئيس وزراء السودان الأسبق. * رباح المهدي: الأعمال الكاملة مشروع إحياء أمه.. وتشمل مئات الأبحاث والأوراق وقالت رباح المهدي، ابنه الصادق المهدي، إن مشروع الأعمال الكاملة للمهدي هو مشروع تثمير أو مشروع إحياء أمة. وأوضحت رباح، خلال كلمتها بالندوة، أن أعمال المهدي الموجودة حالياً والتي يمكن التخطيط لطباعتها في مجلدات تضم عدد من الكتب و الكتيبات و الأوراق و البحوث و البيانات و الخطب المنبرية وخطب رئاسة الوزراء، موضحة أن الأعمال الكاملة للإمام أوسع من ذلك وتشمل الكتب والكتيبات ويوجد منها العشرات المطبوعة حول مسألة جنوب السودان وتحديات الديمقراطية في السودان وثقافة العنف في السوان و والعلاقات المصرية السودانية والدين والفن وحقوق المراة وفلسطين. وذكرت رباح أن الأعمال الكاملة تشمل كذلك الأبحاث والأوراق و المحاضرات وتبلغ المئات، فضلاً عن المقالات حيث كتب المهدي في عدة صحف منها "الشرق الأوسط" و"الحياة" وعدد من الصحف السودانية. وتشمل الأعمال الكاملة، بحسب رباح، أيضا عشرات الخطب الدينية في المناسبات، فضلاً عن المخاطبات الجماهيرية والبيانات و المذكرات و اليوميات وملخصات كتب ومشروعات كتب منها واحد عن السيرة النبوية، فضلاً عن التعليقات على هوامش الكتب. * مكتبة المهدي تشمل أكثر من 13 ألف كتاب و 30 مليون وثيقة وقالت رباح إن مكتبة المهدي تحتوي على أكثر من 13 ألف كتاب، و أكثر من 30 مليون وثيقة تشمل وثائق المهدي وحكومتيه في الستينيات و الثمانينات، ووثائق حزب الأمة وكيان الأنصار ووثائق حكومة السودان، وتم حفظ هذه الوثائق بصورة مهنية. وأشارت إلى أن المكتبة تشمل أيضاً 1111 شريط فيديو و كاسيت، وأكثر من 4 آلاف صورة فوتوغرافية. وقالت إن مكتبة المهدي تعد احدى كنوز السودان المعرفية و الوثائقية و التاريخية، مضيفة أن المكتبة تتعرض حالياً كما يتعرض السودان وشعبه وكل كنوزه المماثلة للقصف وأحيانا الحرق. وتابعت رباح أن المكتبة تعرضت لقصف مدفعي 3 مرات كان الأخير هو الأعنف حيث شب حريق في مدخل احدى مبانيها فيما أطفاه أشخاص هناك، بينما إنهار مدخل المبنى الاخر المحفوظ بداخله الأرشيف الأساسي الرقمي الوثائقي والبصري والسمعي. *المسلماني: ما يجري في السودان عملية قتل للدولة.. والثورة المهدية عروبية عاقلة من جهته، اعتبر الإعلامي أحمد المسلماني، أمين عام اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أن ما يجري في السودان الآن هو عملية قتل للدولة على كل المستويات وذلك من حيث قتل البشر والاعتداء على المكتبات و الآثار و المتاحف. وقال المسلماني، خلال الندوة، إن الصادق المهدي كان له أطروحات في الدين و السياسة، معبراً عن سعادته بإطلاق الأعمال الكاملة للمهدي وعن الأمل في أن يشهد السودان عودة الاستقرار قريباً لأنه بلد لدية حضاره تمتد لآلاف السنين ولديه نخب متميزة. وأضاف المسلماني أن المهدي كاتب وفيلسوف وسياسي، واصفاً المهدي بالشخصية المرموقة على الصعيد العربي والعالمي. واعتبر المسلماني أن الثورة المهدية (1881_1898) كانت ثورة وطنية عروبية، كما أنها ثورة متزنة وعاقلة، مؤكداً أنها ثورة تستحق التقدير. وتحدث المسلماني عن لقاءاته بالمهدي في القاهرة و الخرطوم، مشيراً إلى أن النقاشات تمحورت حول الثورة و الدولة لأن كل الثورات تقريباً تعثرت في الانتقال من الثورة إلى الدولة. وقال المسلماني إن الثورة العرابية (1879_1882)كانت داعمة للثورة المهدية و أن المهدي كان يعتبر أن الثورة مطلوبة مثل العملية الجراحية، لكن المشكلة تكمن في خطورة التحول حيث أن ذهنية الهدم تختلف عن ذهنية البناء. وتابع المسلماني: في تقدير المهدي يعد الإصلاح التدريجي أفضل من الثورات العنيفة.. المهدي رأى عبر قراءته لثورات كثيرة من ذهنية الهدم إلى البناء أنه كانت هناك استثناءات فقط هي التي تنجح. *الشفيع خضر: سيرة المهدي وإجتهاداته مساهمة رصينة في مسيرة بناء دولة ما بعد الإستقلال من جهته، قال الشفيع خضر سعيد، الكاتب السوداني والمدير العام لمؤسسة "فكرة" للدراسات والتنمية، إن سيرة الإمام المهدي وإجتهاداته الفكرية تعد مساهمة جادة ورصينة ومخلصة في مسيرة بناء دولة ما بعد الإستقلال السودانية، ونحو تحقيق ديمقراطية وتنمية مستدامتين ينعم بهما الشعب السوداني، ونحو فهم عصري ومستنير للخطاب الإسلامي. وأضاف خضر، خلال الندوة: غاب عنا الإمام الراحل الصادق المهدي في زمن نحن، شعبا ووطنا، في أمس الحاجة إليه. وتابع: أعمال الإمام الراحل الفكرية والثقافية، وهو السياسي القائد، تنبهنا إلى حقيقة ان عدم ايلاء الجهد النظري والفكري الأهمية التي يستحقها، ينعكس سلبا على العمل السياسي وعلى العلاقة بين السياسي والفكري، بين الثقافي والسياسي. وذكر خضر أن الكثير من أعمال المهدي مهمومة بأسئلتنا المعاصرة، ومنها مدى توافق الفكر الإسلامي مع الحداثة.