العمل الكلاسيكي أصبح تقليدا سنويا لأكبر دور الأوبرا فى العالم تقدم فرقة باليه أوبرا القاهرة باليه كسارة البندق فى الفترة من 26 إلى 30 ديسمبر على خشبة المسرح الكبير، بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة، قيادة نادر عباسى، موسيقى بيتر إيليتش تشايكوفسكى، تصميم رقصات إيفانوف فايونين، عبدالمنعم كامل تصميم الديكور سولودوفنيكوف، محمد الغرباوى، تصميم الإضاءة ياسر شعلان.. مابينج وجرافيك محمد عبدالرازق، المدير الفنى إرمينيا كامل إخراج عبدالمنعم كامل. باليه «كسارة البندق» كتب موسيقاه المؤلف الموسيقى الروسى تشايكوفسكى عام 1891 مستلهما إحدى قصص الكاتب الفرنسى، ألكسندر دوما الذى اقتبسها بدوره من رواية «كسارة البندق وملك الفئران»، لأرنست هوفمان. كسارة البندق عرض لأول مرة عام 1892 على مسرح دار الأوبرا الإمبراطورية بسان بطرسبورج، ويعد أحد أهم العروض الكلاسيكية لفرقة باليه «البولشوى» الذى قدمته من إخراج يورى جريجوروفيتش فى 12 مارس عام 1966، ومنذ ذلك الوقت يعرض سنويا فى ديسمبر ويناير احتفالا بالعام الجديد بنفس تصميمات عناصره الفنية من ديكورات وملابس وأزياء وموسيقى حفاظا على طابعه، وينتظره كل الفئات العمرية من الكبار والصغار فى العواصم العالمية؛ فهو أكثر عروض الباليه شعبية فى التاريخ، وتداوم كبرى دور الاوبرا فى العالم، نيويورك ولندن وباريس وميلانو على تقديمها، بنسختها المعروفة منذ تأليفها عام 1892 قبل وفاة تشايكوفسكى. ومن أهم المسارح التى تقدمها ضمن برنامجها السنوى، مسرح «البولشوى» الحكومى الروسى بموسكو، من إخراج فنان الشعب السوفيتى يورى جريجوروفيتش، فى سلسلة حفلات تتزامن مع رأس السنة وأجوائها التى عرفناها حتى تغطى الثلوج كثيرا من البلدان الأوروبية. وفى مصر أعاد الراحل دكتور عبدالمنعم كامل تقديم هذا العمل بإخراج جديد محتفظا بروح العمل الأصلية، مضيفا بعض اللمسات التى تعبر عن رؤيته، وظلت دار الاوبرا المصرية حريصة على تقديمه وفق رؤية «كامل» على غرار المسارح العالمية التى أعادت تقديم العمل وفق رؤية بعض المخرجين الذين ينتمون لجنسيات مختلفة، كما قام كامل بإعادة تصميم الرقصات مستعينا بإيفانوف فايونين. وهو أكثر الأعمال الكلاسيكية التى تحقق متعة بصرية من خلال المشاهد البراقة والأجواء الخيالية والرقصات المتنوعة وكذلك متعة سمعية من خلال موسيقى تشايكوفسكى المتدفقة التى تنفذ إلى الوجدان بغنائيتها المعهودة وسلاستها. ويعتبر هذا الباليه من أواخر أعمال تشايكوفسكى، بدأ تأليفه عام 1891 بتكليف من ناشره بعد أن قدم له التصميم المبدئى للرقصات الذى وضعه أحد أشهر مصممى الباليه ماريوس بتيبا واستكمله بعد ذلك تلميذه ليف إيفانوف. لم تجذب قصة الباليه تشايكوفسكى فى البداية لأجوائها الخيالية الطفولية وافتقارها للشاعرية والحبكة الدرامية التى ميزت عمليه السابقين (بحيرة البجع والجمال النائم) إلا أن حماسه بدأ يزداد تدريجيا حتى عاد العمل عام 1892، مقدما العرض الأول فى ديسمبر من نفس العام بمدينة سان بطرسبورج على مسرح مارينسكى، ولكنه لاقى استقبالا فاترا حيث لم يعتد الجمهور على الموضوع وكذلك على التنوع الأوركسترالى الذى كان يعتبره البعض غريبا فى ذلك الوقت. لكن فى الستينيات من القرن الماضى أصبح هذا الباليه إحدى الركائز الأساسية فى ريبرتوار أي فرقة باليه وتلقى عروضه إقبالا جماهيريا رائعا. قدم تشايكوفسكى قبل العرض الأول للباليه بعدة أشهر متتابعة أوركسترالية بنفس الاسم، اختار فيها ثمانية أجزاء من موسيقى هذا الباليه لتعزف فى حفل كونسير. يبدأ الباليه بافتتاحية موسيقية صغيرة تتميز بموسيقاها سريعة الايقاع، الخفيفة تهيئ لأجواء الاحتفال بعيد الميلاد رغم لحنها الكلاسيكى. وأرجع بعض المتخصصين انتشار هذا العمل موسيقيا إلى أن تشايكوفسكى استغنى فى هذه الافتتاحية عن الآلات الوترية الغليظة (التشيللو والكونتراباص) وكذلك عن أغلب آلات النفخ النحاسية. يلى الافتتاحية الفصل الأول والذى يتكون من تابلوهين: الأول من سبعة مشاهد (تزيين شجرة الميلاد مارش تجمهر الأطفال ورقصة الأباء دخول دروسلماير وتوزيع الهدايا رقصة الأجداد انصراف المدعوين، كلارا وكسارة البندق معركة كسارة البندق ضد ملك الفئران وانتصاره، التابلوه الثانى: ويتكون من مشهدين (رحلة إلى مملكة الحلوى فالس «الجليد» أو فالس «الثلج المتساقط»). يبدأ الفصل الأول باحتفال كبير فى منزل والد كلارا، بمناسبة أعياد الميلاد حيث يقدم صديق العائلة دروسلماير ألعابا سحرية تجذب انتباه جميع الموجودين بالحفل أطفالا وكبارا. يقوم دروسلماير بإهداء كلارا دمية على شكل كسارة البندق، وتبدى كلارا إعجابها الشديد بالدمية ولكن أخاها فريتز، الذى يشعر بالغيرة يأخذها بقوة من بين يديها فتنكسر، وتنحنى كلارا لتجمع أجزاء الدمية ويتولى دروسلماير إصلاحها ويعيدها مرة أخرى إلى كلارا. ينتهى الحفل ويخلد الجميع إلى النوم، تذهب كلارا لتلقى نظرة على دميتها كسارة البندق، ولكنها فجأة ترى وجه دروسلماير ثم تشعر بأن الحجرة بكل محتوياتها تزداد اتساعا، يتضاعف حجم شجرة عيد الميلاد وتكبر أيضا الهدايا الموضوعة أمام الشجرة وتدب فيها الحياة، وفجأة يظهر جيش من الفئران الذى يهاجم كلارا وتدور معركة بين الدمى بقيادة كسارة البندق وبين جيش الفئران بقيادة ملكهم حتى تنتصر الدمى، وتقوم دمية كسارة البندق بإهداء هذا الانتصار إلى كلارا، تتحول الحجرة إلى غابة جليدية ساحرة وسرعان ما تتحول دمية كسارة البندق إلى أمير شاب ويصطحب كلارا التى تحولت بدورها إلى فتاة جميلة فى «رحلة الأحلام»، ويرقصان فى سعادة مع المجموعة. ثم يتكون الفصل الثانى من خمسة مشاهد (مملكة الحلوى السحرية وصول كلارا والأمير الفاتن فاصل موسيقى من مجموعة رقصات هى: الشيكولاتة (الرقصة الإسبانية)، القهوة (الرقصة العربية)، الشاى (الرقصة الصينية)، الترباك (الرقصة الروسية) فالس الزهور الرقصة الثنائية ثم ينتهى الباليه بختام كبير تستيقظ فيه كلارا من حلمها). ويبدأ الفصل الثانى، بظهور دروسلماير متابعا رحلة كلارا مع الأمير «كسارة البندق» وهما يركبان قاربا جميلا مسحورا فى طريقهما إلى مدينة الحلوى، وللحظات يتراءى لكلارا حلما مزعجا يختفى خلاله الأمير لكن يبدده ظهور الأمير مرة أخرى، ويواصلان رحلتهما حتى يصلا إلى مدينة الحلوى، ونرى فيها مختلف أنواع الحلوى المحببة للأطفال حيث نجد «الشيكولاتة» وتمثلها الرقصة الإسبانية، «البن» وتمثله الرقصة الشرقية، «الشاى» وتمثله الرقصة الصينية و«الماتروشكا» (مجموعة العرائس الروسية) وتمثلها الرقصة الروسية. ثم يعقب ذلك لحن فالس جميل، وتشارك كلارا والأمير المجموعة فى رقصة فالس الزهور ورقصاتها الثنائية تدق أجراس الساعة معلنة الصباح فيختفى الأمير، وتبذل كلارا قصارى جهدها فى البحث عنه دون جدوى وتجد أمامها «دروسلماير» أما الأمير فقد تحول مرة أخرى إلى دمية «كسارة البندق»، وفى هذه اللحظة تكتشف كلارا أنها عاشت حلما جميلا.