رصدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، عمليات التهجير الممنهج في الضفة الغربيةالمحتلة على يد المستوطنين اليهود بدعم من قوات جيش الاحتلال. وقالت الصحيفة، إن الدعم الذي يقدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي الفاشل بنيامين نتنياهو، للمستوطنين والجيش، وخطابه السام ضد السلطة الفلسطينية، إنما يهيئ دولة الاحتلال لفتح جبهة ثانية في الضفة الغربية. وأضافت هآرتس، أنه "في الوقت الذي تتجه فيه أعين العالم نحو قطاع غزة، تشهد الضفة الغربية تطورات خطيرة تعمل على خلق حقائق جديدة على الأرض، والعديد منها لا رجعة فيه". - فرصة لا تعوض كما أشارت الصحيفة إلى ما يراه العديد من المستوطنين، من أن الحرب في غزة، هي فرصة لهم لإحداث تغييرات جوهرية في الضفة الغربية، حيث يمكنهم القيام بأشياء لا يجرؤون على القيام بها في الأوقات العادية، فهم يعتدون على جيرانهم الفلسطينيين، ويهاجمونهم ويخربون ممتلكاتهم بعنف أكبر من أي وقت مضى، بدعم واضح من جيش الاحتلال، والذي تصرف بعدوانية وقوة مفرطة مميتة ضد الفلسطينيين. وترى هآرتس، أن التطورين مترابطان، وأسفرا عن نفس النتائج، وهي إجبار الفلسطينيين على ترك قراهم وأراضيهم، ولا سيما في مكانين، تلال جنوب الخليل، وشمال غور الأردن، حيث أصبح السكان العزل تماماً، من الرعاة والمزارعين والذين لا يملكون أي وسيلة لحماية أنفسهم، ضحايا لما وصفته الصحيفة ب"عملية تهجير لا يتحدث عنها أحد في إسرائيل". - من أمن العقوبة استسهل القتل ورصدت هآرتس اضطرار سكان 16 تجمعاً رعوياً في تلال جنوب الخليل، و20 عائلة في قرى شمال غور الأردن إلى ترك قراهم تحت تهديد المستوطنين، منذ بداية الحرب في غزة، وفي الوقت نفسه، يُقتل المزيد والمزيد من الفلسطينيين الأبرياء بشكل يومي تقريبًا، في جميع أنحاء الضفة الغربية، ففي منطقة طولكرم وحدها قُتل 50 شخصاً منذ السابع من أكتوبر، كما قتل أكثر من 30 شخصًا في رام الله. العديد من هؤلاء الضحايا قتل رمياً بالرصاص على أيدي المستوطنين، الذين أصبحت أصابعهم على الزناد أخف من أي وقت مضى، فهم وفق الصحيفة، يعلمون بأنهم لن يواجهوا أي عواقب لا سيما في وجود حكومة اليمين المتطرف التي تتولى السلطة، واشتعال الحرب في غزة. وتشير الصحيفة أيضا إلى استسهال "غير مقبول" من قبل جنود الاحتلال في إطلاق النار على الفلسطينيين، وتكرار الهجمات الجوية القاتلة على تجمعات السكان الكثيفة في مخيمات اللاجئين القريبة من جنين وطولكرم. - غزة الصغيرة "من القتل يأتي الدمار"، تلفت الصحيفة إلى ما أفاد به الكاتب جدعون ليفي وألكس ليفاك الأسبوع الماضي، في تقريرهما عن استشهاد الشاب محمد زبيدي في مخيم جنين للاجئين، والذي حولته ضربات جيش الاحتلال إلى "غزة الصغيرة" وفق وصف الكاتبين وصحيفة واشنطن بوست في تقرير خاص من جنين. في ختام افتتاحيتها تشير هآرتس، إلى مثال من ممارسات جيش الاحتلال في غور الأردن، حيث يقوم فقط بمنع وصول المياه لأيام، إلى قرى المنطقة، وإلى جانب الوضع الاقتصادي الصعب أصلاً الناجم عن الحظر المفروض على الفلسطينيين من الضفة الغربية الذين يعملون داخل دولة الاحتلال، يقيم جيش الاحتلال العشرات من الحواجز الداخلية الإضافية منذ بدء الحرب، وهو ما يزيد من مرارة حياة الفلسطينيين. https://www.haaretz.com/opini