- شركاء وحلفاء واشنطن مستائين من عدم استخدامها نفوذا كافيا لحماية الفلسطينيين رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل في ظل الحرب المتواصلة على غزة قد يأتي على حساب السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن شركاء وحلفاء واشنطن مستائين على نحو متزايد من عدم استخدامها نفوذاً كافياً لحماية أرواح الفلسطينيين. وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أنه عندما حذر بايدن إسرائيل من أنها تخسر الدعم الدولي بسبب الحرب في غزة، كان بإمكانه التحذير أيضاً من أن إدارته لديه الكثير لتخسره كذلك. وأضافت الصحيفة، أن بايدن عندما انتخب رئيسا قبل ثلاثة أعوام وعد باستعادة عباءة القيادة العالمية "كشريك قوي وموثوق للسلام والازدهار والأمن"، بعد سنوات العزلة في عهد سلفه دونالد ترامب، معلنا أن "أمريكا عادت". وتابعت الصحيفة: "كانت هناك تقلبات منذ ذاك الحين، من فشل الانسحاب من أفغانستان، إلى العودة إلى الصدارة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعبئة ناجحة للمساعدات لأوكرانيا وتعايش متوتر مع الصين". - تكلفة دبلوماسية وبحسب "واشنطن بوست"، يوجد اعتراف داخل إدارة بايدن بأن دعمه الثابت لحق إسرائيل في تدمير حركة حماس الفلسطينية - حتى بينما يعترف بالتجاوزات الإسرائيلية ويضغط على حكومتها من أجل حماية أرواح الفلسطينيين الأبرياء – قد يكلف الرئيس الأمريكي مكانته بالداخل والخارج. ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز بالإدارة الأمريكية، شريطة عدم كشف هويته، قوله: "يمكن للتكلفة الدبلوماسية أن تكون غير ملموسة"، مشيرا إلى أنه "بشكل عام، تريد من الدول النظر بإيجابية للولايات المتحدة...، لكن عندما يكون الرأي العام في العديد من الدول عدائي، يصعب ذلك كسب الدعم في القضايا التي نهتم بها". وأضاف المسئول: "افتخرت هذه الإدارة بإصلاح العلاقات في شتى أنحاء العالم والعمل مع الحلفاء والشركاء"، مؤكدا أنها "لا ترغب في التعرض للعزلة في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى". وتابع: "هذا جزء من الرسالة لإسرائيل، ليس من المفيد لهم إذا كنا نشعر بمثل هذا الضغط وهو ما يحدث حاليا". * عزلة واضحة وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن العزلة الأكثر وضوحا في محافل دولية مثل الأممالمتحدة، حيث كانت الولاياتالمتحدة وحدها تقريباً من عارض قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة. وبينما وافق أعضاء الجمعية العامة ال193 بأغلبية ساحقة على تدبير مشابه، صوتت تسع دول فقط – من بينها التشيك فقط من أعضاء الناتو – بالإضافة إلى أمريكا ضد القرار. وبحسب "واشنطن بوست"، ليس الشركاء الأجانب فقط من يحثون إدارة بايدن على فعل المزيد، حيث أعرب بعض المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ومسئولين عن المساعدات الأمريكية عن اعتراضهم على دعم بايدن الثابت لإسرائيل، محذرين من أن الصراع في غزة قد يكون له تداعيات أكبر على القيادة الأمريكية.