تجمع آلاف الأشخاص في أكبر ميادين العاصمة البولندية وارسو اليوم السبت لحضور المراسم الرسمية لتأبين 96 من ضحايا تحطم الطائرة التي أودت بحياة الرئيس البولندي وسياسيين ومعظم القادة العسكريين. ووضع صليب أبيض علي مذبح كنسي أقيم في ميدان بيلسودسكي أمام معرض لصور فوتوغرافية باللون الأبيض والأسود للضحايا, فيما لوح الحشد بالأعلام البولندية وأعلام تحمل شعار نقابة (تضامن) العمالية التي انضم إليها الرئيس ليخ كاتشنسكي إبان فترة الحكم الشيوعي في بولندا وحملت أحواض السفن من جدانسك بشمال بولندا علم عليه صورة السيدة العذراء والمسيح, وانطلقت صفارات الإنذار في أنحاء المدينة بعد ظهر اليوم تلتها دقيقة صمت قبل قراءة أسماء الضحايا بصوت عال وعزف النشيد الوطني. يُذكر أن حادث التحطم وقع في مدينة سمولينسك بروسيا بينما كان الوفد المكون من 96 من كبار الشخصيات في طريقهم للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية ال70 لمذبحة كاتين التي وقعت إبان الفترة السوفيتية والتي راح ضحيتها 22 ألف ضابط بولندي. وقال برونيسلاف كوموروفسكي القائم بأعمال الرئيس البولندي: "انفطرت قلوب العالم لنا للمرة الثانية في نفس المنطقة في العالم", وأضاف أن المأساة كانت لحظة نادرة في التاريخ وحدت البولنديين. وقال دونالد توسك رئيس الوزراء: "لا يتذكر أي منا لحظة شهدت مقتل عدد كبير من الأشخاص البارزين في لحظة مروعة, شعورنا العميق بالوحدة والذي ولد في لحظة حداد يجب أن يدوم لأنه في ذلك الوقت سيكون للوفاة معنى كبير وعميق". وتلي إلقاء تلك الكلمات قداس أقيم في الميدان في الموقع الذي شهد إقامة يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الراحل قداسا في عام 1979 والذي وحد آلاف الأشخاص في أيام الشيوعية المظلمة. من ناحية أخرى، ينقل نعش الرئيس كاتشنسكي وزوجته ماريا من القصر الرئاسي - حيث يرقد فيه جثمانا الرئيس وزوجته ليلقي عليهما الشعب نظرة وداع منذ يوم الثلاثاء الماضي - إلى كاتدرائية وارسو ليقام هناك قداس في المساء. وينقل النعشان بعد ذلك إلى مدينة كراكوف بجنوب بولندا لإقامة جنازة رسمية غدا الأحد حيث سيدفن الرئيس وزوجته في كاتدرائية فافيل في تابوتين حجريين مصنوعين من المرمر بالقرب جوزيف بيلسودسكي الذي حقق الاستقلال والوحدة لبولندا في عام 1918 بعد ما يربو على قرن من الزمان من التشرذم. ويتوقع مشاركة الرئيسان الروسي دميتري ميدفيديف والأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تشييع جنازة الرئيس البولندي.