نشرت صحيفة عكاظ حوارا مع الدكتور محمد عبد الحليم سعيد، الحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية - وهو أرفع وسام بريطاني- من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وذلك بعد تقديمه ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية بصورة عصرية و سلسة إلى الغرب، الأمر الذي جعل هذه الترجمة تقتحم البيوت والمكتبات الغربية منتشرة بصورة كبيرة في زمن قصير. وعن الأسباب التي دفعته إلى تدريس التفسير باللغة الإنجليزية يقول سعيد إنه اشتغل بتدريس الأدب والعلوم العربية والإسلامية في جامعة كامبريدج البريطانية، وبعد فترة رأى أنه من الواجب عليه الاهتمام بتدريس القرآن ودراسته بعد أن لاحظ أن الغربيين هم من يقومون بتدريسه، مركزين فقط على لغة القرآن وأساليب البيان فيه. وعن بدايته فى ترجمة معاني القرآن قال: " أدخلت مواد وتفسيرات جديدة، حيث إن نظام التعليم في بريطانيا يسمح بتطوير الأفكار، وكنت نشيطا في إدخال هذه المواد إلى برامج الكلية، وكان ذلك بداية الطريق إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية بأسلوب جديد يفهمه الغرب، وكانت مطبعة جامعة أكسفورد تريد تقديم طبعة جديدة لترجمة القرآن، فى وقت يحتاج الغرب إلى ذلك بسبب الاهتمام الغربى بالإسلام، فوجدت فى ذلك فرصة لا تعوض، وقد كانت هناك طبعات نادرة من ترجمات القرآن الكريم فى المساجد والمكتبات الإسلامية، أما المكتبات العادية التى يطلع عليها المثقفون الغربيون وطلاب الجامعات، فلا توجد فيها إلا الترجمات القديمة للقرآن وهى التى وضعها اليهود أو المسيحيون، وانتهزت هذه الفرصة وقدمت الترجمة إلى أحد أعظم دور النشر فى العالم وبعد ذلك انتشرت بصورة كبيرة". وأضاف: "هذا العمل جعل كل الناس تتحدث عنى، إضافة إلى أن الترشيح من إحدى المؤسسات شرط للحصول على الوسام، فتم ترشيحي من قبل الجامعة وبعد شهر من حينها انتهى استحقاق الوسام لصالحي، وخاطبوني بعدها أن الملكة تريد منحك وساما. فوافقت على ذلك". يذكر أن الدكتور سعيد من مواليد محافظة الشرقية، والتحق بمعهد الزقازيق الديني، وحفظ القرآن الكريم، والتحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها. واشتغل بتدريس الأدب والعلوم الإسلامية والعربية بجامعة كامبريدج.