تحولت شوارع مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، إلى مخزن عملاق للمساعدات الإنسانية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وذلك على بعد ما يقارب من 50 كيلو متر، من بوابة معبر رفح البري، وذلك لتخفيف أثر العدوان الإسرائيلي السافر. وتتقاطر في شوارع العريش مئات الشاحنات، التي باتت تجد صعوبة في مواقع الانتظار، حيث تصل على مدار الساعة، الشاحنات المحملة بالمساعدات المقدمة من مؤسسات مصرية متعددة، وعلى امتداد الطريق الساحلي في العريش، وحتى مدخل العريش الشرقي في حي الريسه، تمتد طوابير الشاحنات ترقبا لموعد تنسيق تحركها إلى معبر رفح البري، من خلال فرق الهلال الأحمر المنتشرة، ولا تنتهي طوابير الشاحنات في مدينة العريش، حيث تتواجد طوابير أخرى عند مدخل مدينة الشيخ زويد وكذلك امتداد الطريق الدولي الممتد حتى معبر رفح البري. ويقضي سائقي تلك الشاحنات، قرب صناديق الأمتعة على جوانب الشاحنات لكسر ملل الانتظار، بصناعة الطعام والمشروبات الساخنة وتبادل الأحاديث، أملين أن تسمح الهدنة بدخول عدد أكبر يوميا، فيما يبدي غالبيتهم رضا كامل عن المهمة الشريفة رغم مشقة السفر وعناء الانتظار. ورصد مشهد لافت موازي في شوارع العريش وحتى معبر رفح، وهو حراك سيارات الهلال الأحمر المصري وسيارات بعثات دبلوماسية متعددة الجنسيات بشكل لا ينقطع، حيث بات الفندق الذي تتخذه البعثات وبعثات الإعلاميين، مقرا للإقامة مكتمل الحجوزات والذي يحتوي على 434 سريرا. وصرح اللواء مصطفى محمد مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمكتب محافظ شمال سيناء ل"الشروق"، بأنه منذ اندلاع الحرب على غزة أصبحت مدينة العريش واجهة لاستقبال جميع المساعدات. وقال إن كمية المساعدات التي وصلت من مصر حتى اليوم، بلغت 9400 طن، تشتمل على مواد غذائية وأغطية ومساعدات طبية ومواد أغاثية. وأضاف مصطفى أن هذه المساعدات نقلتها شاحنات تم تأمين وصولها وتحركها بالتتابع إلى معبر رفح ودخولها لقطاع غزة وفق الألية المتبعة، لافتا إلى أن هذه مساعدات مقدمة من مؤسسات المجتمع المدني المصري وهي مساعدات مصرية لقطاع غزة. وأوضح أن مطار العريش استقبل شحنات المساعدات الدولية، منذ 12 أكتوبر الماضي، حيث وصل حجمها إلى 4600 طن، نقلتها 178 طائرة، كما وصلت بحرا سفينة مساعدات تركية حملت حوالي 500 طن متنوعة الأصناف، مشيرا إلى وجود 7 مخازن مؤمنة للمساعدات داخل العريش يتم فيها تجهيز المساعدات للنقل إلى المعبر. من جانبه.. قال الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، إنه تم استقبال جميع المساعدات برا وجوا و بحرا، وفرغ المتطوعين حمولتها وتجهيزها للنقل لمعبر رفح لتصل لقطاع غزة، حيث يعمل أكثر من 600 متطوع حققوا ما يزيد عن 80000 ساعة تطوع من بداية الأزمة. وذكر بيان للهلال الأحمر الفلسطيني أن عدد الشاحنات المستلمة منذ تاريخ 21 أكتوبر الماضي حتى أمس الأول، وصل إلى 1353 شاحنة، أي ما يعادل حوالي 42 شاحنة في اليوم الواحد و تحتوي تلك المساعدات 43% مساعدات غذائية و 13% مساعدات اغاثة و17% مياه شرب و21% تجهيزات طبية وأدوية و6% مساعدات متنوعة.