حثت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مواطنيها، في بيان رسمي على إعادة النظر في أي خطط سفر إلى الخارج، ودعت أولئك الذين يسافرون لتجنب إظهار هوياتهم اليهودية أو الإسرائيلية. ويتزامن ذلك مع وجود تقارير صحفية تشير إلى مخاوف اليهود في مجتمعات مختلفة ومن بينها المجتمع الروسي، الذي شهد في إحدى المناطق التابعة له إدارياً داغستان هجوماً قوياً على أحد المطارات بسبب شكوك حول وجود وفد إسرائيلي قادم. * زيادة مخاوف اليهود في روسيا من الاضطهاد تتزايد مخاوف الجالية اليهودية في روسيا بعد أحداث العنف في محج القلعة، بالإضافة إلى صور السكان المحليين الذين يبحثون عن حاملي جوازات السفر الإسرائيلية في فندق بمدينة خاسافيورت. ووفقاً لصحيفة الجارديان، "بالنسبة لبعض الزعماء اليهود الروس حالياً، فإن التحول الجيوسياسي الأخير للكرملين بعيداً عن إسرائيل ودعم فلادمير بوتين الواضح لفلسطين، فضلاً عن الإيماءات تجاه معاداة السامية، لعب دوراً مباشراً في أحداث العنف في داغستان". وقال الحاخام بنحاس جولدشميت، كبير حاخامات موسكو السابق: "من خلال لقاء بوتن مع حماس وعدم إدانة المذابح –على حد وصفه- ربما يكون الكرملين قد أعطى الضوء الأخضر لبعض العناصر في القوقاز بأن موسم الصيد ضد اليهود قد بدأ". وأضاف جولدشميت: "بالنظر إلى أن كل شيء في روسيا يخضع لرقابة مشددة من قبل الحكومة، فمن غير المتصور أن أعمال الشغب في داغستان لم تكن بتحريض أو توجيه من قبل الهيكل الحكومي، هذا هو اعتقادي ولست الوحيد". وأطلقت الحرب في غزة العنان لموجة من الغضب بين المسلمين الروس، وخاصة في شمال القوقاز الأكثر فقراً، وقال زياد الدين أوفايسوف، الناشط ورئيس منظمة مراقبة المرضى، وهي منظمة غير حكومية في داغستان تدافع عن حقوق الأطباء والمرضى، إن 95% من الداغستانيين غاضبون من الجرائم الإسرائيلية التي تحدث في فلسطين، لكن السلطات المحلية منعتهم من إقامة المظاهرات. وأضاف: "لو كانت هناك مسيرة عادية، فمن المحتمل أن يهدأ الناس، ويتصرفوا بعقلانية، ويرون أن هناك حدودًا ولكن عندما لا تتم الموافقة على صور التضامن السلمي ضمن حدود القانون، ينتهي الأمر بحدوث أعمال شغب". * شكوك بتحريض روسي ضد اليهود مع وقوع الهجوم، قال عوفاديا إيساكوف، الحاخام اليهودي البارز من المنطقة والمتحدث باسم الجالية اليهودية الداغستانية، لموقع الأخبار الروسي بوديوم، إن جميع العائلات التي يتراوح عددها بين 700 إلى 800 عائلة، هي آخر الجالية اليهودية الجبلية في داغستان التي تعود أصولها إلى القرن السابع، قد تضطر إلى المغادرة إلى أجزاء أخرى من روسيا، ولكن هل يستحق الأمر المغادرة، هل يوجد أمان في روسيا". وقال جوريجوري شيفيدوف، للجارديان، وهو محرر متخصص في شئون المنطقة: "إن التهديد الأكثر خطورة في الوقت الحالي ليس الحالة المزاجية والتصرفات المرتبطة بالزوار القادمين من إسرائيل، التهديد الحقيقي هو تغيير الهدف من معاداة إسرائيل إلى معاداة اليهود عامة لأنه لن تتمكن أجهزة الأمن الوطنية والإقليمية من حماية الأفراد اليهود من الهجمات"، بحسب وصفه. وأكدت دينيس فولكوف، مدير مركز ليفادا، وهي منظمة استطلاع مستقلة، "معاداة السامية كامنة بداخل الأشخاص يمكن إعاة تنشيطها، خاصة في المجموعات المعرضة للقمع، وعندما يكون الناس مضطربين". وقالت يفغينيا ألباتس، صحفية روسية مقيمة في الولاياتالمتحدة، إنه منذ الغارة التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، شاهدت حملة دعائية واسعة النطاق على شاشة التلفزيون الروسي تحتوي على محتوى "معاد للسامية" وتعتقد أألباتس أن الهدف من هذه الأفعال هو كسب ود إيران والدول الأخرى المنتقدة لإسرائيل والولاياتالمتحدة. أشارت الجارديان أنه قبل عدة أيام من أعمال الشغب في المطار، نشرت قنوات روسية برقية مجهولة بها عناوين المعابد اليهودية في ستافروبول وكراسنودار وسوتشي ونالتشيك وديربنت، بالإضافة إلى صور بعض الحاخامات.