قوبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، باحتجاجات نظمها قادة مسلمون محليون عندما وصل إلى مينيابوليس، يوم الأربعاء، لحضور سلسلة من الفعاليات في الولاية، حيث نظم فرع مينيسوتا التابع لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهو أكبر مجموعة للدفاع عن المسلمين في الولاياتالمتحدة، ثلاثة احتجاجات منفصلة في مواقع مختلفة زارها بايدن، منها المطار ومزرعة في ريف نورثفيلد ووسط مدينة مينيابوليس. وقال جيلاني حسين، المدير التنفيذي لمؤسسة كير الإسلامية في مينيسوتا، لشبكة NBC News بعد ساعات من وقفته الاحتجاجية: "سنتخلى عن بايدن لأنه تخلى عنا، ولا أعتقد أن هذا قرار عاطفي متهور من قبل الجالية المسلمة الأمريكية؛ إنها نتيجة مفروغ منها الغضب لن يزول"، وأضاف حسين: "ليس لدينا ذاكرة قصيرة". مينيسوتا هي موطن لجالية كبيرة من الأمريكيين المسلمين، وقد صوت معظمهم لصالح بايدن في عام 2020، لكن عددًا متزايدًا من قادة الجالية الإسلامية والعربية في مينيسوتا وغيرها من الولايات المتأرجحة، مثل ميشيجان، يحذرون من أن بايدن قد أدى إلى نفورهم من الحزب الديموقراطي. وأوضح حسين أن المشاعر المعادية لبايدن ليست مجرد كلام فارغ، بل أصبحت منظمة في جهود حقيقية على الأرض. وكان سبب سفر الرئيس جو بايدن إلى مينيسوتا الترويج لتأثير أجندته الاقتصادية على المجتمعات الريفية، وتأتي الزيارة بعد يوم من إعلان البيت الأبيض عن تمويل بقيمة أكثر من 5 مليارات دولار للزراعة والبنية التحتية والتنمية الاقتصادية في المناطق الريفية، لكن القادة المسلمون لم يتركوا الفرصة تمر دون توضيح غضبهم منه. ومن الواضح أن البيت الأبيض كان يضع في اعتباره هذه الاحتجاجات، لذلك أعلن عن استراتيجية وطنية لمحاربة الإسلاموفوبيا وستسعى الاستراتيجية، وهي جهد مشترك بقيادة مجلس السياسة الداخلية ومجلس الأمن القومي، إلى وضع خطة مع أصحاب المصلحة لحماية المسلمين من التمييز، والكراهية والتعصب والعنف، بحسب رويترز. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن "إعلان اليوم هو أحدث خطوة لإنشاء مجموعة مشتركة بين الوكالات لزيادة وتنسيق جهود الحكومة الأمريكية بشكل أفضل لمكافحة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية والأشكال ذات الصلة من التحيز والتمييز داخل الولاياتالمتحدة". وأضافت بيير "لفترة طويلة، عانى المسلمون في أمريكا وأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، من عدد غير متناسب من الهجمات التي تغذيها الكراهية وغيرها من الحوادث التمييزية". وتحدث بايدن بنفسه عن الوضع الإنساني في غزة في ولاية مينيسوتا، قائلا إنه سيعمل على إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة وإخراج المزيد من المدنيين المصابين – بما في ذلك المواطنين الأمريكيين – من منطقة الحرب. ويقول الديمقراطيون المسلمون، إن خطوات مثل تلك التي اتخذها البيت الأبيض مرحب بها وستساعد في تعزيز دعم بايدن بين الناخبين الأمريكيين المسلمين، بحسب إن بي سي نيوز. لكن أظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأميركي، صدر يوم الثلاثاء، أن 40% ممن شملهم الاستطلاع سيصوتون للرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في عام 2024، نتيجة لغضبهم من بايدن، ويعد هذا الاستطلاع أحدث دليل على أن حملة بايدن للفوز بولاية ثانية في منصبه تفقد بسرعة دعم المسلمين والعرب الأمريكيين بسبب دعمه القوي لإسرائيل، بحسب رويترز.