انقطعت كل سبل الاتصالات بعد أعنف ليلة من القصف الإسرائيلي منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر، والتي تزامنت مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول قوات عسكرية إلى المنطقة الشمالية من قطاع غزة وتوسيع نطاق العمليات البرية. وقال شهود داخل القطاع المحاصر، إن الطريقة الوحيدة المتبقية للاتصالات بين عدد محدود جدا من الناس تعتمد على التقاط الإشارة من الشبكات الإسرائيلية، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي "AWP". • مرتجي يصف غزة بالكوكب المنفي عن العالم ويصف خالد مرتجي، الوضع بقوله إن الناس في قطاع غزة عادت إلى عصر الحمام الزاجل لا خيار للتواصل سوى المشي سيرا على الأقدام، مشبها غزة بالكوكب المنفي عن العالم. وأضاف: "حتى من يتوفر لديه شريحة هاتف إسرائيلية، فهو بحاجة إلى أن يكون الطرف الآخر الذي يريد أن يتواصل معه في غزة يحمل شريحة مماثلة حتى يتمكن من التقاط الشبكة". وتابع: "نحن نعيش في رعب متواصل زاد مع انقطاع الاتصالات لا تدري ما يجري حولك، القصف في كل مكان وفي محيطك وغير قادر على التواصل مع أحد لمعرفة ما يجري، ولا يتوفر كهرباء لمتابعة الأخبار على شاشات التلفزيون". وأردف: "كنا نذبح أمام الكاميرات، الآن نذبح بعنف أكبر لكن بصمت". وقال عبد شعث، إن الحياة في غزة عادت إلى العصور الحجرية، وإنه أصبح غريبا رؤية سيارة تسير في الشوارع بعد نفاد الوقود. وأكمل: "إذا وقع قصف بالقرب منك وتريد أن تخبر الإسعاف عليك التوجه سيرا على الأقدام عدة كيلومترات لتبلغ الإسعاف عن موقع القصف"، وفقا لوكالة أنباء العالم العربي. وأشار إلى أن الناس باتت تستخدم وسائل نقل بدائية تعتمد على الحمير. وأضاف: "هناك جرحى يتم نقلهم على عربات تجرها الحمير". ويتوقع محمد عبد الرحمن، أن تكون هناك الكثير من المجازر التي وقعت ولا يعلم عنها أحد كونها جرت في مناطق على أطراف القطاع ولا تتوفر اتصالات مع الناس في تلك المنطقة للتواصل مع طواقم الإسعاف. وأضاف: "الناس بدأت تقسم العائلة الواحدة إلى مجموعات، بحيث إذا تعرضت مجموعة للقصف يبقى آخرون على قيد الحياة ولا يتم قتل العائلة كاملة". وبالتزامن مع قطع الاتصالات والإنترنت على قطاع غزة، لم تكشف إسرائيل عن خططها واكتفت بالتأكيد على أن عمليتها العسكرية مستمرة، مثلما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم السبت. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب إلى 7761 شهيدا.