تتوجه متطوعات العمل بالهلال الأحمر يوميا إلى مقره الرئيسي في مدينة العريش، وهناك تتوزع مهام التطوع في مواقع مختلفة، حيث يرتكز العمل حاليا على المساهمة في استقبال المساعدات الإنسانية التي تصل تباعا إلى مطار العريش؛ لإعدادها للوصول إلى معبر رفح البري ومنه إلى أشقائنا في قطاع غزة. وقالت إحدى المتطوعات، خريجة جامعة الأزهر قسم التاريخ، إنها في فريق التطوع منذ عام 2019، مؤكدة استمرارها بالعمل فيه لأنه عمل إنساني من الدرجة الأولى. وأشارت إلى أهمية عملهن حاليا لتوصيل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، موضحة أن لديها شقيقة داخل القطاع، تأمل أن تنجو هي وأسرتها من العدوان الإسرائيلي الغاشم، قائلة: "أختي حاليا في تل السلطان برفح، وذلك بعد نزوحها من شمال القطاع بحثا عن مكان أكثر أمان.. إحنا قلقانين جدا عليهم". وأوضحت متطوعة أخرى: "يتواصل العمل طوال النهار، نعود إلى منازلنا ليتناوب الشباب الذكور العمل خاصة فترات الليل"، قائلة: "نحن هنا بإرادتنا حبا في التطوع، لا نشعر بمشقة العمل خاصة تجاه أهلنا بغزة، الذين يتعرضون لحرب غاشمة ومذابح يومية". في مواقع العمل الميداني بالعريش تعمل الفتيات كخلايا نحل، كل يعرف مهامه دون أن تفارقهن الابتسامة. وأشارت متطوعة أخرى، إلى أن الهلال الأحمر دربهم على العمل التطوعي، وكيفية إنجاز المكلفين به، قائلة: "تطوعنا جذب الكثير من الفتيات وأسرنا تتفهم طبيعة العمل به وتدعمنا وتؤيدنا بشدة". وفي موقع المخازن، الذي تبرع به أحد رجال الأعمال قرب مطار العريش لتخزين المساعدات، يعمل الشباب في فرز المساعدات وإعادة تغليف ما يحتاج إلى ذلك. كما رصدت "الشروق" المتطوعين يقومون بنفس المهام في تصنيف المساعدات، وفرز المساعدات الطبية عن الغذائية، ويشرف على تلك الأعمال متطوعين أكثر خبره لتلافي أي مشكلات طارئة خلال العمل. من جهته، قال الدكتور خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر بشمال سيناء: "لدينا أكثر من 500 شخص تم تأهيلهم لأعمال التطوع الإنساني، ينتشرون يوميا في مواقع العمل من مطار العريش ومخازن المساعدات، لمرافقة شاحنات الإغاثة حتى معبر رفح البري، واستقبال الوفود المصاحبة للمساعدات". ولفت، في تصريحات ل"الشروق"، إلى أن فرق التطوع حققت أكثر من 50 ألف ساعة عمل منذ بداية الأزمة، مؤكدا أن باب التطوع مفتوح لكل الراغبين. وأوضح أنهم ساهموا في أعمال تفريغ 41 طائرة، بداية من 12 حتى 24 أكتوبر، بجملة مساعدات وصلت إلى 933 طنا من المساعدات.