ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مساعدين بارزين للرئيس الأمريكي جو بايدن سارعوا، أمس الأحد، لإعادة التأكيد على التزامهم بمساعي التطبيع بين السعودية وإسرائيل، حتى بينما تستعد الأخيرة لبدء حرب شاملة ضد الفصائل الفلسطينية. وخلال عدة برامج حوارية أمريكية، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التطبيع خياراً بين السلام الإقليمي والهجمات التي تشنها حركة "حماس" الفلسطينية. *مستقبل الاتفاق بين السعودية وإسرائيل وفيما يتعلق بتوسيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية، قال بلينكن عبر قناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية: "سيغير ذلك حقاً آفاق المنطقة بأكملها في المستقبل البعيد. الآن، من عارض ذلك؟ حماس وحزب الله وإيران. لذا، أعتقد أن ذلك يقول الكثير. وهناك حقاً مسارين أمام المنطقة". وأضاف بلينكن أن الدافع وراء اتفاق دبلوماسي بين إسرائيل والسعودية لا يمكن أن يكون بديلاً عن حل الدولتين لتلبية احتياجات الفلسطينيين. لكن المسئولين الأمريكيين لم يتمكنوا من إحراز تقدم في هذا الشأن منذ عقود. لذا في كل من إدارتي بايدن وسلفه دونالد ترامب، كانت الجهود الدبلوماسية الرئيسية في الشرق الأوسط هي تعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، بينما لم يلعب المسئولون الفلسطينيون دوراً حقيقياً في المحادثات. * القضية الفلسطينية تعود لصدارة الأجندة العالمية وقال نادر هاشمي، أستاذ سياسة الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون: "قبل هجوم حماس على إسرائيل، كان هناك اتفاق حزبي، تشاركته معظم مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية، أن قضية فلسطين لم تعد مهمة في الشرق الأوسط". وأضاف هاشمي أن "حشود العرب والمسلمين لديهم رؤية مختلف لهذه المعادلة، مشيرا إلى أن "جميع افتراضات السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالشرق الأوسط انقلبت الآن بسبب الأحداث الأخيرة. ورأي هاشمي أن القضية الفلسطينية عادت الآن إلى صدارة الأجندة الإقليمية والعالمية وتابع: "أعتقد كان ذلك هدف هجوم حماس". وخلال الشهور الأخيرة، حاول بايدن ومساعدوه التفاوض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق تطبيع بحلول نهاية العام الحالي. وبحسب "نيويورك تايمز"، من شبه المؤكد أن تطيح الحرب الجديدة بهذا الجدول الزمني، لكن المسئولين الأمريكيون أبلغوا السعودية والمسئولين الإسرائيليين خلال مكالمات هاتفية نهاية الأسبوع بأنهم يأملوا في استمرار النقاشات. كما يراقبون ردة فعل السعودية بعناية، ويترقبون ما إذا كان ولي العهد السعودي قد يغير موقفه. وبحسب مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن بلينكن قال خلال مكالمة هاتفية مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إنه يتعين على الرياض أن تدين بوضوح الهجوم، لكن في بيانها حول ذلك الاتصال الهاتفي، لم تدرج وزارة الخارجية السعودية أي انتقاد للهجوم أو لحماس، وقالت فقط بشكل عام إنه لا يجب استهداف المدنيين، وأكدت "حاجة جميع الأطراف لاحترام القانون الإنساني الدولي". * نهج الانتظار والترقب وبحسب "نيويورك تايمز"، يبدو أن المسئولين السعوديين يتخذون نهج الانتظار والترقب قبل مواصلة جهود التطبيع. من جهته، قال دينيس روس، المبعوث الأمريكي الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط، خلال حوار إنه تحدث مع مسئول سعودي بعد الهجوم، وأنه "باللحظة الراهنة، كل شيء معلق". وأضاف: "هناك متغيران أساسيان: عدد الضحايا والأجواء المتعلقة بذلك، وثانيا إذا خرج الإسرائيليون من هذا الأمر وكأنهم دمروا حركة حماس". وتابع: "خلال الأسابيع القليلة المقبلة ومع تركيز إسرائيل على التعامل مع حماس في غزة، ستحدد النتائج ما إذا كان السعوديون سيرغبون في المضي قدماً". ومن جانبه، رأي السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، مارتن إنديك، إن الرد العسكري الإسرائيلي سيعقد تقارب السعودية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الصور على شبكات التواصل الاجتماعي للهجوم الإسرائيلي ستفاقم الغضب في العالم العربي وأعتقد بشكل خاص في السعودية".