تبدو عملية "زيكيم 2" البحرية التي نفذتها كتائب القسام ضد القوات الإسرائيلية بمدينة عسقلان، وكأنها شريطا مكررا لما نفذته سابقا بقاعدة زيكيم البحرية الإسرائيلية عام 2014 بواسطة الضفادع البشرية الخاصة بهم. وتستعرض جريدة الشروق 4 عمليات سابقة لوحدات البحرية لكتائب القسام عبر 23 عاما ماضية، والتي تعكس مدى التطور في أداء الوحدة وعملياتها النوعية. - الهجمات الاستشهادية عرف الصراع بين المقاومة الفلسطينية بجميع أطيافها وقوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام البحر كقاعدة انطلاق أساسية للعمليات؛ نظرا لتواجد معظم مقاتلي حركات المقاومة خارج الأرض المحتلة، وتعتبر الشواطئ ثغرة مناسبة للتسلل والمهاجمة. واعتمدت كتائب القسام في البداية على العمليات الاستشهادية خلال تنفيذ الهجمات البحرية، وكان بدايتها ما نفذه القسامي حمدي نصيو عام 2000، حيث فجر خلالها زورقه المحمل ب120 كيلو جرام متفجرات "تي إن تي" في زورق لخفر السواحل الإسرائيلي من نوع دبور؛ ما أوقع قتلى بين ركابه. وكررت كتائب القسام استخدام العمليات البحرية عام 2003، حين تسلل الجندي القسامي محمود جماصي نحو مستوطنة دوغيت بقطاع غزة ليفجر لوحا عائما محملا بالمتفجرات في زورق عسكري لخفر السواحل الإسرائيلي. - اختطاف المستوطنين شهدت قدرات الوحدة البحرية لكتائب القسام تطورا كبيرا، حين تسلل ضفداعان بشريان هما إسحاق نصار، وزكريا أبو زور عام 2004، بحرا إلى مستوطنة تل قطيف الإسرائيلية، واختطافا أحد المستوطنين؛ وذلك ثأرا لمقتل الشيخ أحمد ياسين. وطاردت القوات الإسرائيلية المقاتلين البحريين؛ ما أسفر عن استشهادهما ومقتل الأسير الإسرائيلي. - زيكيم وعصر الاشتباكات البحرية توقفت كتائب القسام عن استخدام نمط الهجمات البحرية للإنزال خلف خطوط الإسرائيليين، حيث أدت الأنفاق الدور بكفاءة عالية، ولكن مع الحرب على قطاع غزة عام 2014 عاد دور مشاة البحرية للظهور مرة أخرى في عملية الإغارة على قاعدة زيكيم بمدينة عسقلان. ونجح أحد مقاتلي القسام باستطلاع الموقع والعودة للقطاع، ومن ثم أغار 4 من الضفادع البشرية القسامية على القاعدة بعد اجتياز الحدود غطسا تحت الماء. وتمكنت المجموعة من الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، ونسف ناقلة جندِ من مسافة عن بعد مطاردتها، وفق فيديو مسرب للعملية. وادعى الجيش الإسرائيلي فشل العملية، ولكن المقطع المسرب كذب بيان الجيش. يذكر أن نفس الموقف تكرر بعملية زيكيم الأخيرة التي وقعت بداية عملية طوفان الأقصى، حيث كذب الجيش الإسرائيلي تمكن المقاتلون من السيطرة على القاعدة، ومن ثم نشرت كتائب القسام مقطعا مصورا يظهر دخول المقاتلين للقاعدة وقتلهم للجنود بداخلها.