ثار رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، التكهنات بتصريح حول تسليم شحنات الأسلحة إلى كييف، وسط خلاف بشأن حظر بولندا استيراد الحبوب الأوكرانية؛ لحماية المزارعين البولنديين. وخلال مقابلة مع محطة "بولسات نيوز" الإخبارية البولندية مساء أمس الأربعاء، قال مورافيتسكي في معرض رد على سؤال عما إذا كانت وارسو ستواصل دعم أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الإنسانية رغم الخلاف بشأن الحبوب: "لم نعد نزود أوكرانيا بالأسلحة بالفعل، لكننا نجهز أنفسنا بأحدث الأسلحة". وأضاف مورافيتسكي، أنه يتعين تحديث القوات المسلحة البولندية حتى يكون لدى البلاد أحد أقوى الجيوش البرية في أوروبا. ورغم أن صياغة تصريحه الأول بشأن الأسلحة بدت واضحة، يشير سياق المقابلة على أن مورافيتسكي لم يكن يشير على الأرجح إلى الوقف الكامل لشحنات الأسلحة البولندية إلى كييف. وبدلا من ذلك، بدا مورافيتسكي وكأنه يؤكد أن بولندا لا تزود أوكرانيا المجاورة بالأسلحة فحسب، ولكنها أيضا تقوم بتحديث جيشها في نفس الوقت. ورغم ذلك، فسرت العديد من وسائل الإعلام البولندية، بما في ذلك الخدمة الناطقة باللغة الإنجليزية لوكالة الأنباء البولندية، تصريح مورافيتسكي على أنه يعني أن وارسو ستتوقف عن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا بسبب النزاع على الحبوب. ولم ترد الحكومة البولندية على الفور على طلب توضيح من وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ". وفي جزء آخر من المقابلة، أكد مورافيتسكي أن الحكومة البولندية لن تعرض أمن أوكرانيا للخطر بأي حال من الأحوال. وقال مورافيتسكي: "مركزنا للإمدادات العسكرية في رزيسزو، بالاتفاق مع الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي ناتو، يؤدي نفس الدور طوال الوقت الذي كان يؤديه وسيواصل أداءه". ويشار إلى أن معظم المساعدات العسكرية من حلفاء أوكرانيا تذهب إلى الدولة التي مزقتها الحرب عبر مدينة رزيسزو بجنوب شرق بولندا. يذكر أن بولندا وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)"، تعد واحدة من أهم الداعمين السياسيين والعسكريين لأوكرانيا، وأنها استقبلت عددا كبيرا من لاجئي الحرب من الدولة المجاورة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وقالت الحكومة البولندية، أول أمس الثلاثاء، إن من المرجح أن تقطع الدعم المالي الذي تقدمه لمليون لاجئ أوكراني تستضيفهم البلاد، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التعقيد للعلاقات التي تربطها بجارتها، والتي توترت بسبب النزاع بشأن واردات الحبوب. وبينما تعد حكومة وارسو واحدة من أكبر المؤيدين والداعمين لكييف، والمتحمسين لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي من خلال تقديم المساعدات المالية والعسكرية لها، فإن العلاقات بين البلدين آخذة في التدهور خلال الفترة التي تسبق الانتخابات البولندية المقررة في أكتوبر. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة البولندية بيوتر مولر، لمحطة "بولسات نيوز" الإخبارية البولندية، إن دعم اللاجئين الذي يتضمن التنازل عن متطلبات تصاريح الإقامة ومنح تصاريح للعمل والحصول المجاني على التعليم في المدارس والعلاج الطبي، ومنافع للأسر لن يتم تمديده في العام المقبل.