لقي ما لا يقل عن 5 آلاف شخص مصرعهم، وفقدان نحو 10 آلاف آخرين؛ جراء الفيضانات التي خلفها إعصار دانيال وانهيار السدود في درنة بليبيا. وما زاد الطين بلة هو انهيار السدّين المحيطين بمدينة درنة شمال ليبيا جراء الإعصار، ما سبب حدوث فيضانات عارمة، وغرق أحياء كاملة ووفاة الآلاف الذين دُفنوا في مقابر جماعية. وقال المتحدث باسم جهاز الإسعاف الليبي أسامة علي، إنّ "عدم صيانة السدّين في درنة كان له تأثيرا في حدوث الفيضانات"، بحسب "بي بي سي". - إعصار دانيال.. باحث ليبي حذر من كارثة انهيار سدود درنة قبل فاجعة الفيضانات نشرت جامعة عمر المختار الليبية، بمدينة البيضاء، عبر موقعها الرسمي على "فيسبوك"، بحثا للدكتور ونيس بن طاهر عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة بالجامعة، وذلك بعد يومان من فاجعة إعصار دانيال الذي ضرب ليبيا وخلف آلاف القتلي. وأشارت الجامعة، إلى البحث الذي نشر في عام 2022 بكلمة "للأهمية"، وذكرت أن الباحث حذر من انهيار سدي مدينة درنة في حالة عدم قيام السلطات المختصة بتدارك الموضوع. وتلخص البحث في مجموعة من النتائج والتوصيات هي: 1. يعتبر الجريان السطحي نتيجة تساقط الأمطار من المكونات الهيدرولوجية الهامة في تقييم الموارد المائية، وتتوفر العديد من الطرق لتقدير الجريان السطحي من الأمطار. 2. قدرت الدراسة حجم الجريان السطحي لحوض وادي درنة بعد المعالجة بالخرائط وتصنيفها إلى مجموعات تُربية. 3. تم تقدير متوسط حجم الجربان السطحي السنوي لمدة 40 سنة خلال الفترة 2000-1960 في منطقة الدراسة بمقدار 138:51 مليون متر مكعب. 4. تم تقدير حجم الجريان السطحي لعاصفتين مطريتين بناء على فيضان أكتوبر عام 1945 وأواخر نوفمبر عام 1986، حيث بلغ متوسط هطول الأمطار 145.7 و64.14 ملم على التوالي، وتبين من الحسابات أن حجم الجريان السطحي بنسبة 1945 ملم بلغ 53.36 مليون متر مكعب، بما يمثل 40% من حجم الجريان السنوي، بينما بلغت نسبة 1986 ملم قيمة 14.8 مليون متر مكعب من المياه. 5. هذه النسبة تعتبر مقاربة لما تم تسجيله من قبل الهيئة العامة للمياه آنذاك من خلال النتائج المتحصل عليها وتتضمن أن منطقة الدراسة معرضة لمخاطر الفيضانات. 6. حذرت ودعت الدراسة لضرورة اتخاذ إجراءات فورية بإجراء عملية الصيانة الدورية للسدود القائمة لأنه في حالة حدوث فيضان ضخم فان النتيجة ستكون كارثية على سكان الوادي والمدينة، كذلك إيجاد وسيلة لزيادة الغطاء النباتي بحيث لا يكون ضعيف ويسمح للترية بالانجراف للحد من ظاهرة التصحر. 7. أوصت الدراسة، أنه من خلال الزيارة الميدانية إلى وادي درنة وُجد بعض المساكن في مجرى الوادي، الأمر الذي يتطلب توعية المواطنين بخطورة الفيضانات واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لسلامتهم. - ماهي سدود درنة ولماذا بنيت؟ يقع في درنة سدّين هما سدّ أبو منصور وسدّ البلاد جنوبي مدينة درنة، مع قرب الثاني من مداخل المدينة وكلاهما يرتفع حوالي 40 متراً فقط قبل أن يتحولا إلى ركان بسبب إعصار دانيال. بحسب صحيفة "بي بي سي"، تعرّضت مدينة درنة لسلسلة من الفيضانات، بما في ذلك في الأعوام 1941 و1959 و1968، لكن فيضان عام 1959 كان الأشد، وظهرت دراسات ضرورة بناء السدين لحماية المدينة الساحلية من الفيضانات المدمرة. بالفعل بنت شركة يوغسلافية السدّين في السبعينيات، وأطلق على السد العلوي اسم سد البلاد، بسعة تخزين تبلغ نسبتها 1.5 مليون متر مكعب، فيما كانت السعة التخزينية للسد السفلي، سد أبو منصور، تبلغ 22.5 مليون متر مكعب. وبُني السدّان بقلب من الطين المضغوط مع درع محيط من الحجر والصخور، ورغم معاناة درنة من الفيضانات عام 1986، إلا أن السدود نجحت في إدارة المياه لتجنب إلحاق أضرار جسيمة بالمدينة. يأتي ذلك فيما قالت إدارة السدود في وزارة الموارد المائية التابعة لحكومة الوحدة المؤقتة الليبية، إن تدفق كمية المياه المخزونة في سدي وادي درنة، أدى لإضعاف سعة السدود ثم انهيارها.