نفت الهيئة العامة للبترول اتجاه شركتى النفط شل الهولندية وبريتش بتروليوم البريطانية إلى سحب استثماراتهما من مصر، فى إطار خطتهما لتركيز تلك الاستثمارات فى دول توفر هامش ربح أفضل. وكانت وكالة بلومبرج للأنباء قد ذكرت، منذ يومين، اعتزام شركة شل سحب استثماراتها فى مجال التكرير ومحطات توزيع البنزين من 21 دولة أفريقية من بينها مصر، مشيرة إلى اعتزام بريتش بتروليوم اتخاذ نفس الخطوة فى 5 دول أفريقية. «بالنسبة لمصر، هذه المعلومات غير صحيحة بالمرة، ولا توجد أى إشارات أو معلومات تؤكد صحتها»، على حد تأكيد عبدالله غراب، رئيس الهيئة، ل«الشروق»، مشيرا إلى أن ممثلى بريتش بتروليوم كانوا قد ذكروا، خلال اجتماعهم مع الهيئة قبل 3 أشهر، أن الشركة تخطط لاستثمار ما بين 8 و10 مليارات جنيه فى مصر فى الفترة المقبلة، «ولم يصلنا أى إخطارات أو مؤشرات بعد ذلك على وجود نية لديها، أو لدى شل لسحب استثمارات من مصر». وأضاف غراب أن شركة شل اشترت أرضا فى الصحراء الغربية مؤخرا للتنقيب فيها، مشيرا إلى أن هاتين الشركتين تعدان من كبرى الشركات العالمية التى تستثمر فى مصر، التى تشارك بحصة كبيرة فى إنتاج البترول فيها، وكانت شل قد دخلت مصر منذ الثلاثينيات، وبريتش بتروليوم منذ الستينيات من القرن الماضى، ومنذ هذا الوقت وهما مستقرتان فيها، تبعا لرئيس الهيئة. ووفقا لبلومبرج، فإن خطوة الشركتين تأتى فى إطار اتجاه عالمى نحو الخروج من الدول التى يقل هامش الربح فى أسواقها، والتوجه إلى أخرى تتميز بارتفاع مستوى الربح. وتشير بعض الدراسات إلى تراجع مخزون النفط فى مصر، متوقعة مزيدا من التراجع، مما يرجح تقلص هامش الربح، لكن غراب ينفى ذلك تماما قائلا إن «الاحتياطى من البترول والغاز الذى لم يكن يستخرج فى الماضى كبير، وإن كانت المشكلة فى مصر أن الاستهلاك أيضا كبير»، مشيرا إلى أن الاحتياطى من البترول يصل إلى 4.5 مليار برميل، ومن الغاز نحو 78 تريليون قدم مكعبة. وبحسب بلومبرج، تخطط شل للخروج من المغرب والجزائر وتونس وكوت ديفوار وبوركينا فاسو وغانا وتوجو والسنغال ومالى وكينيا وجزر كاب فيرد وأوغندا وتنزانيا وبتسوانا وناميبيا ومدغشقر وموريشيوس ورواندا وغينيا، إضافة إلى مصر. وفى المقابل ستقوم بريتش بتروليوم بسحب استثماراتها من خمس دول فى الجنوب، لتركز استثماراتها فى كل من موزمبيق وجنوب أفريقيا. «سحب الشركتين لاستثماراتهما من بعض الدول الأفريقية قد يكون مبررا، فقد يرجع إلى الحروب الطائفية وعدم الاستقرار، وهى ظروف بعيدة عن مصر»، على حد قول رئيس الهيئة.