تحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ ال17، حيث تكللت نهاية رحلته العامرة بالأدب بفوزه بجائزة نوبل في أغسطس 2006 بعد مسيرة رائعة أثرت الرواية العربية. ونجيب محفوظ أول أديب عربي نال جائزة نوبل في الأدب، وهو مولود في حي الجمالية بالقاهرة 11 ديسمبر عام 1911، وكان والده موظفا ووالدته فاطمة قشيشة ابنة الشيخ مصطفى قشيشة أحد علماء الأزهر. وبدأ نجيب محفوظ، بالكتابة في الثلاثينيات عمره وحتى عام 2004، معبرًا بواقعيته عن مصر والمصريين وهو أكثر أديب عربي نقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون. والتحق بجامعة القاهرة عام 1930، وحصل على درجة الليسانس في الفلسفة، وعكف على إعداد رسالة ماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية. وتعتبر أعمال نجيب محفوظ، مرآة للحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، ويشتهر بأنه أكثر الأدباء المصريين وأفضلهم في تصوير الطبقة المتوسطة وهمومها. تزوج نجيب محفوظ، بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه لمدة 10 سنوات. وعمل "محفوظ" في عدة وظائف حكومية، فشغل منصب سكرتير برلماني بوزارة الأوقاف عام 1938، ومنصب مدير مؤسسة القرض الحسن في وزارة الأوقاف، ومنصب مدير الرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة، وآخر منصب حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما عام 1966. ووضع الرواية العربية في مصاف العالمية، واستطاع أن يخلد اسمه في سماء الأدب العالمي، ويصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل جائزة نوبل في الآداب، ومن حينها لم ينال الجائزة أي عربي آخر. اهتم نجيب محفوظ، أثناء رحلته الأدبية برصد الحياة عامة، وملامح الحياة داخل مصر وخاصة المناطق الشعبية بالقاهرة؛ ليتحول هو نفسه إلى ملمح ثابت في تاريخ الرواية العربية وتاريخ مصر الحديث، وأبدع في رسم شخصياته الواقعية بشكل مميز. وتميزت أعمال نجيب محفوظ الأدبية، كتحفة روائية يمكن تأويلها فلسفيا، وظهر وكأنه فيلسوفًا خسرته الفلسفة وكسبته الرواية العربي. وحصد بجانب جائزة نوبل وهي الجائزة الأهم في مسيرته، عدة جوائز أخرى أبرزها جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رادوبيس 1943، وجائزة وزارة المعارف عن كفاح طيبة 1944، وجائزة مجمع اللغة العربية عن خان الخليلي 1946، جائزة الدولة في الأدب عن بين القصرين، 1957، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى 1962، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1968، وسام الجمهورية من الطبقة الأولى 1972، وقلادة النيل العظمى 1988، والوسام الرئاسي، وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، 1989، وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، 1999، والعضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، 2002، وجائزة كفافيس 2004. وفي 30 أغسطس 2006، توفي الأديب العالمي متأثرًا بإصابته بقرحة نازفة، وذلك بعد 20 يوما من دخوله مستشفى الشرطة بحي العجوزة، وكان قبلها بشهر قد دخل المستشفى لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع، حين كان يمارس رياضة المشي.