طالب زعيم كردي معارض لإيران يتخذ من كردستان العراق مقرا له بعودة قوات أميركية إلى الإقليم لتضع حدا لما وصفها بأنها "تدخلات إيران في شؤون العراق وفي شؤون إقليم كردستان". وغداة إعلان إيرانوالعراق التوصل لاتفاق يقضي بطرد الأحزاب الإيرانية المعارضة من إقليم كردستان، قال حسين يزدا زعيم حزب الحرية الكردستاني إن "القوات لن تنسحب من أماكنها". وشارك مقاتلون تابعون لحزب الحرية الكردستاني في الحرب على تنظيم داعش الذي اجتاح مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا عام 2014 حتى إعلان النصر عليه بعدها بثلاث سنوات بدعم من قوات دولية تقودها الولاياتالمتحدة. واعتبر يزدا أن سحب الولاياتالمتحدة قواتها من العراق بموجب اتفاقية مع بغداد كان سببا في ظهور داعش. وقال في مقابلة مع الخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي اليوم الثلاثاء "القوات لن تنسحب من أماكنها في إقليم كردستان". وأضاف "انسحاب أميركا تسبب في ظهور داعش في المنطقة واندلعت كوارث. الآن نحن نرى النتيجة. الآن عودة القوات الأميركية مهم جدا. مهم جدا أن تضع أميركا حدا لإيران لكيلا تتدخل في شؤون العراق أو في شؤون إقليم كردستان.. وحتى في المنطقة". وتابع "لما نقول التدخل الإيراني نعني تدخلا مباشرا.. واستغلال مجاميع الحشد الشعبي لأفعال إرهابية مثل مهاجمة عن طريق طائرات درون في سماء كردستان. يقتلون الصحفيين ويقتلون ناشطين ويحاولون أن يحكموا العراق بأسوأ سلطة. أتمنى أن تعود القوات الأميركية وتضع حدا للإرهاب ونشاطات الإرهابية لحكومة إيران". ويحتضن إقليم كردستان منذ أكثر من أربعة عقود الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وجناحا حزب الكوملة الكردستاني في إيران وحزب الحرية الكردستاني الإيراني، وحزب الحياة الحرة الكردستاني الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني المعارض في تركيا، وحزب كومنيست الإيراني، ومنظمة النضال الكردستاني في إيران، وحزب سربستي كردستان. ويوجد مقاتلو هذه الأحزاب داخل كردستان إيران، بينما ينتشر عدد من مقراتهم في أطراف محافظتي السليمانية وأربيل وقضائي كويسنجق وسوران في إقليم كردستان العراق. وأمس الاثنين، أعلنت إيرانوالعراق عن اتفاق أمني يقضي بنزع سلاح الجماعات المسلحة في إقليم كردستان العراق وإغلاق مقارها العسكرية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه "إذا لم يُنفذ الاتفاق في موعده فسنقوم بمسؤولياتنا تجاه الجماعات الإرهابية في كردستان العراق"، بحسب قناة (العالم) التلفزيونية الإيرانية. وفي وقت لاحق، قالت أحزاب كردية معارضة لإيران إنها لم تتلق أي طلبات رسمية من حكومتي بغداد وأربيل بإغلاق مقراتها في كردستان العراق. وتتوزع مخيمات اللاجئين الإيرانيين في أطراف السليمانية وفي سهل أربيل وفي مدينة كويسنجق، وهذه المناطق تعرض غالبيتها خلال السنوات الماضية لهجمات الحرس الثوري الإيراني سواء أكانت تلك الهجمات برية أم جوية. وشن الحرس الثوري الإيراني في سبتمبر أيلول الماضي هجوما بأكثر من 70 صاروخ أرض جو والعشرات من الطائرات المسيرة المفخخة على كردستان العراق. واستهدفت الصواريخ والمسيرات مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومدرسة للاجئين الإيرانيين ومخيمات اللاجئين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ومقرات جناحي حزب الكوملة الكردستاني في منطقة زركويز بمحافظة السليمانية، ومقرات حزب الحرية الكردستاني الإيراني في جنوب أربيل. وقال يزدا "من المهم جدا أن يساعد المجتمع الدولي قوميات ومكونات الشعب الإيراني.. والآن هم تحت سيطرة حكومة إيران ومن ضمنها القومية الكردية حتى يتحرروا من الحكم الإيراني الأسود. نحن نعلم أن من المفترض أن ينقض أو يحرر المنطقة بأكملها من سياسة الإرهاب وتدخلات الجمهورية إيرانية. بخصوص مشكلتنا.. الحل ليس فقط في الهجوم أو الضرب على إيران".