رغم التراجع الحاد لأرباح حديد عز فى العام الماضى، فإن عددا من بنوك الاستثمار ترى أن هناك عناصر عديدة ستساند أداء الشركة الفترة المقبلة، وترفع من قيمة سهمها. وكانت أرباح الشركة، التى أعلنت عنها مؤخرا قد تراجعت بنسبة 93% فى عام 2009، وبلغت 88 مليون جنيه مقابل 2008، كما هبطت المبيعات بنسبة 42% وبلغت قيمتها 12.6 مليار جنيه. «نحن ما زلنا نثق فى مقومات الشركة» هذه الجملة استخدمها تقريران لكل من بنك الاستثمار إتش سى، وشركة سى آى كابيتال عن حديد عز ليبررا احتفاظهما بتوصياتهما السابقة للسهم، وكانت للأول الإبقاء على السعر المستهدف عند 23.4 جنيه مع الشراء، وللثانية الشراء بقوة والسعر المستهدف عند 26 جنيها، مع الاحتفاظ أيضا بالقيمة العادلة للسهم على المدى الطويل تكون 12 شهرا عند 32.5 جنيه رغم هذا التراجع الحاد فى الأرباح. ومع أن إتش سى يتوقع ان يرتفع سعر الخامات اللازمة لإنتاج الحديد وهو ما يمثل زيادة فى تكلفة الإنتاج الفترة المقبلة، لكنه يرى أن هناك عدة عناصر ستسهم فى تعزيز قدرته على التغلب على تلك العقبة، منها الإشارات الدالة على تزايد الاستهلاك الفترة المقبلة، وأيضا تحسن الطلب العالمى إضافة إلى ارتفاع أسعار الحديد فى الأسواق العالمية. ويقول البنك إن التوقعات بفرض رسوم جمركية على الواردات من الحديد سيعمل على رفع سعره فى السوق المحلية، وهو ما يدعم النظرة الإيجابية لأداء شركة حديد عز أيضا على المدى المتوسط. وتدرس وزارة التجارة والصناعة حاليا قضايا إغراق مرفوعة من مصنعى الحديد فى مصر ضد الحديد التركى، الذى يباع فى السوق بأسعار أقل من الإنتاج المحلى مما اضطر الشركات إلى خفض أسعارها على مدار الأشهر الأخيرة، وستكون حديد عز أكثر المستفيدين فى حالة فرض هذه الرسوم خاصة أن الشركة تسيطر على 60% من السوق المحلية. وأضاف تقرير البنك أن أسعار فحم الكوك اللازم للأفران الخاصة بإنتاج الحديد صعدت بنسبة 55% فى 2009 مقارنة بالعام الذى سبقه، ومن ثم توجد توقعات «بصفة عامة» بأن يرتفع سعر الحديد بنسبة 80% فى عام 2010 لوجود علاقة طردية تربط بين سعريهما. «لقد كانت نتائج أعمال حديد عز مخيبة للآمال، لكن ما زالت هناك إيجابيات» وفقا لتقرير شركة سى آى كابيتال، وأرجع أولا هذا الهبوط فى الأرباح إلى تراجع سعر الحديد بنسبة 39% وانخفاض إنتاج الصلب المسطح، ومع ذلك بدا فى الربع الأول من العام الجارى أن هناك بوادر انفراجة فقد أرتفع إنتاج الصلب المسطح بنسبة 3% بدعم من زيادة الطلب المحلى، إضافة إلى أن الأسعار أيضا تقدمت بنسبة 15%. وأشار إتش سى إلى أن أصحاب مناجم خامات الحديد اللازمة للصناعة فى العالم يقومون بالتشاور فيما بينهم لتحديد سعر استرشادى لتلك الخامات فى هذا الربع الثانى من عام 2010 لكن يعتقد البنك أن تأثير المنعطف الحالى الذى تمر به هذه الصناعة سيكون سلبيا على هذا السعر الاسترشادى، كونهم سيضطرون إلى ربط السعر الاسترشادى بالأسعار القائمة حاليا، لكن سيظل الوضع الإيجابى لانخفاض سعر الخردة، وهى من متطلبات الإنتاج أيضا ذى تأثير جيد على عنصر التكلفة فى هذه الفترة.