بعد محاولات مستميته، نجح اليوم السبت 13 من رجال الإنقاذ بينهم ستة غواصين من دخول منجم فحم "وانغجيالينغ" الذى غمرته المياه الجوفيه للبحث عن 153 عاملا محاصرا منذ أسبوع تقريبا، غير أنهم عادوا دون معلومات تبعث على التفاؤل حيث لم يستدل على أي إشارة تدل على وجود أحياء داخل بئر المنجم . وقال متحدث بمركز الإنقاذ إن الغواصين حملوا معهم كاميرات تحت المياه لتصوير بيئة المنجم، غير أنهم قالوا إن الوضع تحت الأرض "معقد للغاية ومظلم إلى حد الاعتام " وأن المياه الذي غمرته عميقة وقذرة ، وأضاف أنه سيتم غدا الأحد إطلاق عملية إنقاذ واسعة النطاق لكن الآمال محدودة للغاية . وقال أحد الغواصين: "في ظل الظروف الطبيعية، نستطيع أن نعمل تحت الماء لمدة ساعتين، ولكن في الظروف المعقدة التي تتسم بسوء جودة المياه نعمل ساعة واحدة فقط"، وأضاف "لم نتمكن من الغوص لمسافة أعمق تحت الأرض نتيجة المعدات الثقيله التي نحملها". وأرسل رجال الإنقاذ هاتفا مضادا للتفجير خلال أنبوب ثاقب إلى المنجم ظهر اليوم على أمل سماع أصوات المحاصرين أو أي إشارة لوجود حياة، لكن لم يسمع أي صوت بعد ذلك الذي تم سماعه يوم الجمعة، وعلى إثره أرسل رجال الانقاذ ما يزيد على 360 كيسا من الجلوكوز عبوة كل منها 200 ميلليمتر إلى عمق 250 مترا تحت سطح الأرض . ويسابق الزمن نحو 3 آلاف رجل إنقاذ من أجل شفط المياه والوصول إلى عمال المنجم المحاصرين،وإذا لم يتم إنقاذ العمال المحاصرين فإن الحادث سيمثل أسوأ كارثة مناجم تحدث في الصين خلال ما يزيد على عامين عقب حادث أغسطس 2007 الذي أودى بحياة 181 عاملا لقوا جميعا حتفهم في غرقا في منجمين فحم متجاورين في شينتاي بمقاطعة شاندونج. ويعد منجم (وانغجيالينغ) التابع لشركة (هواجين) لفحم الكوك المملوك للدولة، مشروعا رئيسيا في مقاطعة شانشى - التي تعد المقاطعة الرئيسية لإنتاج الفحم بالصين حتى أنها تسمى "ببحر الفحم" حيث ينتشر فيها قرابة أربعة آلاف منجم- لكنه لا يزال تحت الإنشاء ويتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية ستة ملايين طن من الفحم سنويا بمجرد تشغيله. وتحتل الصين المركز الأول على مستوى العالم إنتاجا واستهلاكا للفحم حيث يعادل حجم إنتاجها السنوي 35 بالمائة من الإجمالي العالمي بينما تشهد وحدها أكثر من 80 بالمائة من إجمالي الحوادث المسجلة عالميا في هذا القطاع فيما تشكل حوادث الانفجارات الغازية والفيضانات المنجمية 70 بالمائة من إجمالي عدد الحوادث التي تقع في ذلك القطاع، الأمر الذي يؤكد حقيقة أن مناجم الفحم الصينية هي الأخطر علي مستوى العالم. ويوجد في الصين نحو 600 منجم فحم مملوكة للدولة وحوالي 2600 منجم فحم تديرها حكومات المقاطعات الإحدى والثلاثين وقرابة 25 ألف منجم فحم مملوك للقطاع الخاص والأفراد . وطبقا لتقارير إدارة سلامة العمل - أكبر جهاز لمراقبة سلامة العمل في البلاد - فقد انخفض عدد حوادث مناجم الفحم العام الماضي بنسبة 3ر19 بالمائة ليصل إلى 413700 كما انخفض معدل الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث بنسبة 4ر20 بالمائة على أساس سنوي ليصل إلى 2600 ضحية . وتحاول الحكومة المحلية الحد من هذه الحوادث عبر إغلاق المناجم الصغيرة والمتوسطة وتقليل عدد المناجم عن طريق عمليات الاندماج، ومع ذلك فإن الحادثة الأخيرة تشير إلى استمرار المخاوف المتعلقة بالسلامة حتى في أكبر المناجم التي تديرها الدولة.