قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الوضع في العديد من المناطق الإفريقية لا يزال غير مستقر، حيث لم تُسوَّ النزاعات والصراعات القومية، وتستمر الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمثابة إرث للنظام الاستعماري وتنفيذا لنهج فرق تسد. وأضاف خلال الجلسة العامة للقمة الروسية الإفريقية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، أن التطرف والإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة تعرقل تطور وتنمية إفريقيا، مشيرًا إلى أنّ بلاده تهتم بالتعاون الوثيق بين هيئات إنفاذ القانون والأجهزة الأمنية مع دول القارة السمراء. وأشار إلى أن بلاده تعتزم تدريب العسكريين وموظفي هيئات إنفاذ القانون في دول أفريقيا في المؤسسات التعليمات الروسية، لافتا إلى تطوير الشراكة في المجالات العسكرية والتقنية. وأفاد بعقد اتفاقيات للتعاون العسكري التقني مع أكثر من 40 دولة إفريقية يتم تزويدها بأسلحة وعتاد، موضحا أن جزءا من هذه التوريدات مجاني. وشدد على أنّ اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد وهو ما يتمثل في خطتها لزيادة الحضور الدبلوماسي في القارة. وتابع: «نحن على استعداد لفتح المزيد من المؤسسات الروسية في الخارج، ومستعدون لتوسيع الصلات في المجالات الثقافية والإنسانية والسياحية». واستكمل: «نخطط لتوسيع شبكة المراكز الروسية للعلوم والثقافة وفي القريب العاجل سوف تظهر هذه المراكز في عدد من بلدان أخرى، وسنرحب بخطوات مماثلة من قبل أصدقائنا الأفارقة.. التبادل التجاري مع أفريقيا يتزايد باستمرار، وهذا المؤشر يجب وضعه هدف نصب الأعين». وشدد على أهمية تزويد البلدان الإفريقية بالمواد الغذائية لدعم الاستقرار السياسي، مؤكدا أن موسكو ستظل موردا موثوقا للواردات الزراعية، وأشار إلى أنّ بلاده تشارك في الجهود المبذولة من أجل تخفيف أعباء الديون المستحقة على البلدان الإفريقية، حيث إن مجموع الديون المشطوبة يبلغ 23 مليار دولار. وفي وقت سابق من اليوم، وصل الرئيس السيسي إلى مقر انعقاد القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي التي تختتم أعمالها اليوم الجمعة بمدينة سان بطرسبرج الروسية. ويلتقي بوتين رؤساء الدول والحكومات الأفارقة من رؤساء التجمعات الأقليمية الاقتصادية، بحضور الرئيس السيسي، بصفته رئيس تجمع النيباد حيث سيلقي الرئيس السيسي كلمة أمام اللقاء.