الصناعة: اتفاق التجارة الحرة بين مصر و"الأوراسي" يسهم في زيادة الاستثمارات    الآن ⚽ ⛹️ بث مباشر (0-0) EGYPT X Burkina Faso مباراة مصر وبوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم دون تشفير    "النيران تعانق السماء".. التصريح بدفن جثة شخص توفي بحريق بالقاهرة    رخصة قيادة مزورة.. استمرار حبس المتهمين بالتلاعب في المستندات الرسمية بالقاهرة    "أوهمت ضحاياها باستثمار أموالهم".. حبس المتهمة بالنصب والاحتيال في القاهرة    تركي آل الشيخ عن فيلم"ولاد رزق": مستعدين لدعمه بشكل أكبر    تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع نائب وزير الأمن العام الصينى لبحث آليات التعاون    جيش الاحتلال ينفي إعلان الحوثيين شن هجوم على ميناء حيفا الإسرائيلي    وزير الخارجية يلتقى منسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    رئيس جامعة المنوفية يتفقد سير الإمتحانات بكلية التمريض    البدري يكشف.. سبب رفضه تدريب الزمالك.. علاقته بالخطيب.. وكواليس رحيله عن بيراميدز    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة يلتقي منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمجلس الأمن القومي الأمريكي    وزير العمل يلتقى نظيره التركي لبحث أوجه التعاون في الملفات المشتركة    رابط التقديم وشروط الحصول على زمالة فولبرايت في عدة مجالات أبرزها الصحافة    تخصيص 159 ساحة لتأدية صلاة عيد الأضحى فى الفيوم    حركة تغييرات محدودة لرؤساء المدن بالقليوبية    جميلة عوض تودع السنجلة بصحبة صديقاتها.. صور    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    نقابة المهن التمثيلية تنفي علاقتها بالورش.. وتؤكد: لا نعترف بها    سوسن بدر تكشف أحداث مسلسل «أم الدنيا» الحلقة 1 و 2    واعظة بالاوقاف تقدم أفضل الأدعية المستحبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    «الإفتاء» توضح أفضل أعمال يوم النحر لغير الحاج (فيديو)    هل يحرم على المضحي الأخذ من شعره وأظافره؟.. الإفتاء تجيب    حج 2024| 33 معلومة مهمة من الإفتاء لزوار بيت الله    معرض الصحة الإفريقي يعرض جهود مصر في تعزيز التغطية للتأمين الشامل    الأقوى والأكثر جاذبية.. 3 أبراج تستطيع الاستحواذ على اهتمام الآخرين    لوكاكو: الأندية الأوروبية تعلم أن السعودية قادمة.. المزيد يرغبون في اللعب هناك    للراغبين في الشراء.. تراجع أسعار المولدات الكهربائية في مصر 2024    هيئة الدواء تستقبل رئيس هيئة تنظيم المستحضرات الدوائية بالكونغو الديموقراطية    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وطقوس ليلة العيد    مدرب تونس: حققنا الأهم أمام غينيا الاستوائية.. ونعاني من الغيابات    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    البنك المركزى: 113.6 تريليون جنيه قيمة التسويات اللحظية بالبنوك خلال 5 أشهر    ضبط عاطل هتك عرض طفل بالقوة في الهرم    التحالف الوطنى للعمل الأهلى ينظم احتفالية لتكريم ذوى الهمم بالأقصر    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    تركي آل الشيخ: أتمنى جزء رابع من "ولاد رزق" ومستعدين لدعمه بشكل أكبر    والدة الأبنودي مؤلفتها.. دينا الوديدي تستعد لطرح أغنية "عرق البلح"    رئيس الوفد فى ذكرى دخول العائلة المقدسة: مصر مهبط الديانات    وزير الري: تراجع نصيب الفرد من المياه إلى 500 متر مكعب (تفاصيل)    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    حسام البدري: تعرضت للظلم في المنتخب.. ولاعبو الأهلي في حاجة إلى التأهيل    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    تباين أداء مؤشرات البورصة بعد مرور ساعة من بدء التداولات    عضو بالبرلمان.. من هو وزير الزراعة في تشكيل الحكومة الجديد؟    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    قبل عيد الأضحى.. ضبط أطنان من الدواجن واللحوم والأسماك مجهولة المصدر بالقاهرة    بوريل يستدعي وزير خارجية إسرائيل بعد طلب دول أوروبية فرض عقوبات    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    رئيس شؤون التعليم يتفقد لجان امتحانات الثانوية الأزهرية بالأقصر    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بومبي تكشف عن مزيد من كنوزها البديعة
نشر في الشروق الجديد يوم 20 - 07 - 2023

مذبح مطبخ مزين بالثعابين ومخبز وهياكل عظمية بشرية ولوحات جدارية رائعة وصورة لشيء يشبه البيتزا إلى حد كبير، هذه بعض الاكتشافات الجديدة التي تم العثور عليها في حديقة بومبي الأثرية.
احفر في أي مكان في المدينة القديمة التي دمرها بركان جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد وسوف تكتشف كنزًا قديمًا يقدم لمحة عن الحضارة الرومانية المفقودة.
أمر لا يصدق أن ثلث المدينة المدفونة تحت صخور الخفاف والرماد لم يتم التنقيب فيها بعد.
يقول عالم الآثار المشارك في الحفريات الجديدة ألساندرو روسو: "سيكون الكثير من ذلك مهمة الأجيال القادمة".
"لدينا مشكلة في الحفاظ على ما عثرنا عليه بالفعل. قد يكون لدى الأجيال القادمة أفكار جديدة وتقنيات جديدة".
تتركز عمليات التنقيب الجارية على قطاع من الموقع الذي تم التنقيب فيه آخر مرة في أواخر القرن التاسع عشر.
حينها فتح علماء الآثار واجهات المنازل في شارع فيا دي نولا، أحد الطرق الرئيسية في بومبي لكنهم لم يتوغلوا فيها كثيرًا.
لقد تعرفوا على محل لغسل الملابس وتوقفوا عند ذلك.
تقوم الحفارات بشكل تدريجي بإزالة الرماد البركاني والرمال التي خنقت بومبي خلال اليومين الكارثيين من ثوران بركان فيزوف.
موقع التنقيب كان منطقة سكنية كاملة في المدينة وتُعرف باسم إنسولا وتبلغ مساحتها حوالي ثلاثة آلاف متر مربع.
حصلت بي بي سي نيوز على حق حصري لمواكبة عملية التنقيب بالتعاون مع محطة التلفزيون (لايون تي في) التي تقوم بإعداد سلسلة من ثلاثة أجزاء يتم بثها في وقت مبكر من العام المقبل على قنوات بي بي سي.
قال جينارو لوفينو: "كل غرفة في كل منزل لها قصة صغيرة خاصة بها ضمن قصة بومبي الكبرى. أريد الكشف عن تلك القصص الصغيرة".
يقترح عليك عالم الآثار الآخر المشارك في أعمال التنقيب أن تتخيل أنك تدخل ردهة جميلة عبارة عن قاعة دخول في سقفها فتحة حيث تطل رؤوس الأسود التي توجه مياه الأمطار إلى نافورة بجانبها تمثال وسط القاعدة.
من الواضح أن البنائين كانوا يقومون ببعض الإصلاحات عندما ثار البركان لأن بلاط السقف مكدس بانتظام في أكوام. هذه ليست فيلا رائعة مثل بعض المنازل المهيبة الموجودة في أماكن أخرى في بومبي.
ربما كان هذا المبنى تجاريًا جزئيًا لأنه عند انعطافك يمينًا، تقابل فرنًا كبيراً بما يكفي لخبز مئة رغيف يوميًا.
تم العثور على ما يقرب من خمسين مخبزًا في بومبي. ومع ذلك لا يمكن أن يكون هذا متجرًا لأنه لا توجد واجهة متجر.
من المرجح أنه كان تاجر جملة يوزع الخبز في جميع أنحاء المدينة ربما على العديد من مطاعم الوجبات السريعة التي اشتهرت بها بومبي.
تلك "البيتزا"
أثار اكتشاف لوحة جدارية تصور قطعة مستديرة من الخبز المسطح في صينية فضية وحولها الرمان والتمر والمكسرات وفاكهة القطلب، ضجة كبيرة عندما تم الإعلان عنها للعالم في يونيو/ حزيران الماضي.
هي ليست بيتزا لان الطماطم وجبنة الموزاريلا وهما مكونان اساسيان في وصفة نابولي الكلاسيكية لم تكن تعرفهما إيطاليا في القرن الأول الميلادي.
ربما هي قطعة فوكاشيا؟ يقول جينارو لوفينو إن رواية أول قطعة بيتزا بدأت من باب المزاح . "قمت بإرسال صورة عبر البريد الإلكتروني إلى رئيسي ، قائلأ" في البداية الفرن والآن البيتزا".
أصيب العالم بالجنون بعد ذلك.
سيتم بناء غطاء على لوحة جدارية لمحاولة حمايتها من العوامل الخارجية. ستعالج اللوحة أيضًا باستخدام مادة خاصة لحمايتها من الرطوبة.
سيطالب زوار بومبي الذين يصل عددهم إلى 20 ألف زائر يومياً برؤية "جد البيتزا" ، كما يصف البعض الآن اللوحة الجدارية هذه.
من السهل أن ننسى أن بومبي شهدت مأساة إنسانية. لدينا فكرة محدودة عن عدد الذين ماتوا. يُرجح أن معظم السكان غادروا المدينة عندما رأوا الرعب يزحف من الجزء العلوي من جبل فيزوف.
تم انتشال عدد من الهياكل العظمية، ربما ما مجموعه 1300 إلى 1500 هيكل.
خلال عملية التنقيب الحالية تم العثور على هياكل امرأتين وطفل مجهول الجنس.
بالنظر إلى المكان الذي تم العثور فيه على هياكل الضحايا من الواضح أنهم كانوا يحاولون الاحتماء على أمل أن يكونوا بأمان عندما تجمعوا تحت الدرج.
ما لم يأخذوه بعين الاعتبار هو احتمال انهيار السقف تحت ثقل البحص والرماد. حطمت الكتل الحجرية الثقيلة المتساقطة أجسادهم.
السرير المحترق
تم الكشف أيضًا عن فصل من المأساة التي جرت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 79 ميلادي في الجانب الآخر من الردهة في ما كان يومًا ما غرفة نوم.
السرير نفسه عبارة عن كتلة متفحمة بسبب الحريق. بالكاد يمكن التعرف عليه لولا الأثر الذي تركه على الجدران والأرضية عند احتراقه.
إذا نظرت عن كثب إلى البقايا يمكنك رؤية بقايا احتراق نسيج أغطية الفراش وحتى حشوة الوسادة.
تمكن علماء الآثار بفضل وضعية هذه البقايا المتفحمة من استنتاج أن الحريق وقع في وقت مبكر نسبيًا من ثوران البركان. ويخمنون أن قنديل إنارة ربما سقط عندما سادت حالة من الذعر لدى خروجهم من المنزل.
"سيكون من المثير للاهتمام أن نعرف من هم الأشخاص الذين لم ينجحوا في الفرار" يتساءل مدير الموقع غابرييل زوشتريغل.
"هل كانوا فقراء؟ هل كان عدد النساء أكثر من الرجال؟ أو ربما هم أصحاب البيت وحاولوا البقاء لحماية ممتلكاتهم في حين أن الآخرين الذين لم يكونوا يملكون أي شيء قد فروا".
المذبح
في الجزء الخلفي من المنطقة التي تم التنقيب فيها حتى الآن هناك جدران لثلاث غرف. بعد إزالة االبحص والرماد ظهرت أعمال فنية مذهلة.
في الغرفة الوسطى المغطاة بالقماش المقاوم للمطر توجد لوحة جدارية بديعة أخرى، تتناول حدثاً مهما في أسطورة أخيل حيث حاول البطل الأسطوري أخيل، صاحب الكعب الضعيف، التخفي بزي امرأة لتجنب المشاركة في حرب طروادة.
في الغرفة الثالثة قمت بسحب قطعة قماش ليظهر مذبح رائع. على الجدار ينزلق ثعبانان أصفران بارزان على خلفية حمراء. يقول أليساندرو روسو: "هذه شياطين خيّرة".
يشير إلى لوحة جدارية أسفل الحائط فوق فتحة لما يشبه صندوقاً من نوع ما ويقول: "هذه الغرفة كانت في الواقع مطبخاً. كانوا يقدمون القرابين هنا لآلهتهم، وتضمنت أطعمة مثل الأسماك و الفاكهة. الأفعى هي الصلة بين الآلهة والبشر".
مع الكشف عن المزيد من المدينة يتم وضع سقالات معدنية حول ما تبقى من المباني لوضع أسقف واقية عليها. تأمل الحديقة مستقبلاً إقامة ممر عال حتى يتمكن الزوار من رؤية الكنوز الجديدة المكتشفة.
"يسألنا الناس أحيانًا ما الذي تبحثون عنه؟" يوضح غابرييل زوشتريغل. يقول إن مثل هذه الأسئلة مضللة.
"ما نبحث عنه حقًا هو ما لا نعرفه. نحن نبحث دائمًا عن مفاجأت. كلها أدلة جديدة تقودنا إلى مكان ما لكننا لا نعرف إلى أين تقودنا هذه الرحلة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.